أدوية شائعة تجعل من التكيف مع الحرارة في فصل الصيف أكثر صعوبة
مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تزداد المخاطر المرتبطة بالأمراض الناتجة عن الحرارة، خصوصا لدى الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية الموصوفة. تستخدم أجسامنا عدة آليات لتنظيم الحرارة، مثل التعرق، تدفق الدم إلى الجلد، وتوازن السوائل، ولكن بعض الأدوية الموصوفة قد تتداخل مع هذه العمليات، مما يجعل من الصعب الحفاظ على درجة حرارة الجسم منخفضة في الطقس الحار، في هذا المقال، سنتعرف على بعض الأدوية الشائعة التي قد تؤثر على قدرتك على التكيف مع الحرارة في فصل الصيف.
1. مضادات الاكتئاب
تعد مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) والمضادات الاكتئابية ثلاثية الحلقات (TCAs)، من الأدوية التي قد تجعل التعامل مع حرارة الصيف أكثر صعوبة، تعمل هذه الأدوية جزئيا من خلال التأثير على مستويات النواقل العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين والنورأدرينالين، مما يمكن أن يؤثر على قدرة الجسم على التعرق.
التأثير على التعرق
على سبيل المثال، يمكن أن تقوم TCAs بحظر الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي مهم لعملية التعرق، مما قد يسبب قلة التعرق لدى بعض المرضى، في الأيام الحارة، قد يجعل هذا الأمر من الصعب تبريد الجسم بشكل طبيعي، ورغم ذلك، يمكن أن تزيد TCAs من مستويات النورأدرينالين، وهو ناقل عصبي يحفز الغدد العرقية، ما قد يؤدي إلى زيادة التعرق.
2. الأدوية المضادة للذهان
تُستخدم الأدوية المضادة للذهان لعلاج الأمراض النفسية مثل الفصام واضطراب ثنائي القطب، حيث تؤثر على مستويات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ. يمكن أن تتداخل هذه الأدوية مع قدرة الجسم على الشعور بالتغيرات في درجات الحرارة.
تأثيرات على تنظيم درجة الحرارة
من خلال تأثيرها على النظام العصبي، قد يؤدي تناول الأدوية المضادة للذهان إلى عدم شعور الشخص بالحرارة أو العطش في الأجواء الحارة، مما يزيد من خطر انخفاض ضغط الدم وضعف وظائف القلب. كما أن هذه الأدوية لها خصائص مضادة للكولين، مما يعني أنها تعيق التعرق أيضًا.
3. أدوية القلب
تُستخدم أدوية مثل حاصرات البيتا لعلاج فشل القلب والاضطرابات القلبية، لكن هذه الأدوية قد تحد من تدفق الدم إلى الجلد، مما يجعل من الصعب على الجسم التخلص من الحرارة في الأيام الحارة، كما أن مدرات البول التي تُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب، قد تؤدي إلى الجفاف واختلال توازن الكهارل، مما يزيد من صعوبة التعرق بشكل طبيعي.
4. المنبهات
المنبهات مثل الأمفيتامينات المستخدمة لعلاج اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD) تؤثر على العديد من المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين والنورأدرينالين، مما قد يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجسم وزيادة معدل الأيض.
خطر الجفاف
يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بالجفاف أو ضربة شمس، كما قد يُقلل من الشعور بالتعب، مما يسبب إرهاقا مفرطا دون إدراك الخطر.
5. الأنسولين
عند ارتفاع درجات الحرارة، يتم توسيع الأوعية الدموية في الجسم لتسهيل عملية التبريد، مما قد يؤدي إلى امتصاص الأنسولين بسرعة أكبر في الدم. هذا يمكن أن يخفض مستوى السكر في الدم بسرعة، مما قد يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم (نقص سكر الدم)، وهو ما قد يتسبب في الشعور بالدوار، الرعشة، التعرق، وحتى فقدان الوعي أو التشنجات.
تأثير الحرارة على الأنسولين
يجب تخزين الأنسولين في الثلاجة للحفاظ على فعاليته، خاصة في الصيف، حيث أن الحرارة قد تُفسد الأنسولين وتجعل من الصعب على المرضى التحكم في مستوى السكر في الدم.
- كيفية الوقاية من ضربة الشمس
الأشخاص الذين يتناولون أدوية متعددة أو يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب أو الرئة هم الأكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالحرارة. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للبقاء بأمان خلال أشهر الصيف:
تأكد من قراءة تعليمات تخزين الأدوية، وتجنب تركها في الأماكن الحارة مثل السيارات أو النوافذ.
حافظ على الترطيب الجيد، ما لم يوجهك الطبيب بخلاف ذلك.
تجنب ساعات الحرارة القصوى وابقَ في الأماكن الباردة عندما يكون ذلك ممكنا.
راقب الأعراض التي قد تشير إلى إصابة الجسم بالحرارة، مثل الدوخة أو التعرق الزائد.
لا تتوقف عن تناول الأدوية الموصوفة دون استشارة الطبيب.
باتباع هذه الإرشادات، يمكنك تقليل المخاطر المرتبطة بتناول الأدوية في الطقس الحار والتأكد من سلامتك خلال فصل الصيف.
المصدر: Sciencealert
