logo yajnoub    

الكوابيس المتكررة تسرّع الشيخوخة وترتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة

2025/06/25 - 05:30:57am    باسم عمور    

كشف باحثون من "معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة" بالتعاون مع "كلية إمبريال كوليدج لندن"، عن وجود علاقة قوية بين تكرار الكوابيس وزيادة خطر الوفاة المبكرة، خاصة قبل سن السبعين، وقد قادت الدراسة الدكتور أبيديمي أوتايكو، واستمرت على مدار 19 عاما، حيث تم خلالها تحليل بيانات أكثر من 185 ألف شخص، من بينهم 2429 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات، و183012 بالغا تتراوح أعمارهم بين 26 و86 عاما.
- الكوابيس ليست مجرد إزعاج ليلي … بل تهديد حقيقي للصحة العامة
أظهرت نتائج الدراسة أن الأفراد الذين يعانون من كوابيس أسبوعية معرضون لخطر الوفاة المبكرة بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بمن نادرا ما يمرون بهذه التجربة، وبهذا تصبح الكوابيس من عوامل الخطر التي لا تقل أهمية عن التدخين، السمنة، أو قلة النشاط البدني، والتي لطالما اعتُبرت من أبرز أسباب التدهور الصحي المبكر.
- كيف تؤثر الكوابيس على الجسم؟ فهم بيولوجي جديد للاضطراب الليلي
يشير الباحثون إلى أن الكوابيس المتكررة تتسبب في تعطيل دورة النوم الطبيعية، مما يحد من قدرة الجسم على القيام بعمليات الإصلاح الخلوي الحيوية التي تحدث عادة أثناء النوم العميق، ومع مرور الوقت يؤدي هذا الاضطراب المزمن إلى تسريع الشيخوخة البيولوجية ورفع احتمالية الوفاة المبكرة.
ويوضح الدكتور أوتايكو أن الكوابيس تُفعّل استجابة “الكر أو الفر” بنفس الحدة التي تظهر في حالات الخطر الحقيقي، إذ يُفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتيزول بمستويات مرتفعة، تفوق أحيانا تلك التي تحدث أثناء المواقف المقلقة في ساعات اليقظة، وهذه الاستجابات الفسيولوجية المكثفة تؤدي إلى إرهاق النظام العصبي والجهاز المناعي، وتسرّع من تآكل الخلايا والأنسجة.
- آثار تمتد إلى كل الفئات العمرية … والمشكلة عالمية
من اللافت أن تأثير الكوابيس لم يكن محصورا بفئة عمرية أو جنسية معينة، بل ظهر بشكل متسق بين جميع المشاركين في الدراسة، بغض النظر عن خلفياتهم الصحية أو النفسية. حتى الكوابيس التي تحدث بشكل متباعد، مثل مرة في الشهر، ارتبطت بظهور علامات الشيخوخة البيولوجية المتسارعة، مما يعزز من خطورة هذا الاضطراب الليلي الشائع.
- هل يمكن الوقاية من آثار الكوابيس؟ توصيات الباحثين
يشدد الخبراء على أن الكوابيس من المشكلات القابلة للعلاج، ويوصون باتباع عدد من الاستراتيجيات الوقائية والعملية أبرزها:
تحسين روتين النوم: من خلال تحديد مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة.
إدارة التوتر اليومي: عبر تمارين الاسترخاء، التأمل، واليوغا.
علاج الاضطرابات النفسية المصاحبة: مثل القلق والاكتئاب.
تجنب المحفزات قبل النوم: خاصة المحتويات العنيفة أو المرعبة في الأفلام أو الألعاب الإلكترونية.
- أهمية هذه الدراسة في ضوء الطب الوقائي
تُسلّط هذه النتائج الضوء على الترابط العميق بين الصحة النفسية والجسدية، وتبرز الكوابيس كأحد المؤشرات الحيوية على وجود اضطرابات أعمق قد تُهدد الحياة. ومن هنا، يدعو الباحثون إلى التعامل الجدي مع مشاكل النوم، ليس فقط لتحسين نوعية الحياة، بل كوسيلة وقائية فعالة ضد الأمراض المزمنة والموت المبكر.


المصدر:   صحيفة The Independent البريطانية

 

 الكوابيس المتكررة تسرّع الشيخوخة وترتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة

أخبار ذات صلة

 

تابعونا