logo yajnoub    

دراسة علمية تكشف ارتباط الألعاب المفضلة للرضع بمستوى ذكائهم المستقبلي

2025/06/25 - 06:30:32am    باسم عمور    

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كولورادو بولدر ونُشرت في مجلة PNAS أن سلوكيات الرضع، مثل تفضيل الألعاب الجديدة أو القدرة على التركيز، قد تكون مؤشرات مبكرة على مستوى الذكاء في مرحلة البلوغ، واستندت الدراسة إلى بيانات أكثر من 1000 توأم، مما أتاح فهماً أعمق لأثر البيئة والوراثة على التطور المعرفي.
- من الطفولة إلى سن الثلاثين: كيف يمكن للتصرفات البسيطة أن تتنبأ بالقدرات العقلية؟
قام الباحثون، بقيادة الدكتور دانيال غوستافسون من معهد علم الوراثة السلوكي، بتقييم سبع مؤشرات معرفية لدى الرضع في عمر سبعة أشهر، مثل إصدار الأصوات، والقدرة على التركيز، وتفضيل الأشياء الجديدة، وأظهرت النتائج أن هذه المؤشرات يمكن أن تفسّر ما يصل إلى 13% من تباين نتائج اختبارات الذكاء في عمر 30 عاما.
وبالرغم من أن هذا التأثير ليس كبيرا، إلا أنه يُعدّ مهما بما يكفي ليؤكد أن البيئة المبكرة تُسهم بدور حاسم في بناء القدرات الإدراكية طويلة الأمد.
- ماذا تعلمنا من دراسة التوائم؟
استفاد الفريق من "الدراسة الطولية لتوائم كولورادو"، التي بدأت عام 1985، وشملت زيارات مخبرية، وتقييمات منزلية، ومقابلات وسلوكيات تم جمعها على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وقد أتاح التوأم المقارنة بين التأثيرات الوراثية والبيئية بوضوح.
أظهرت التحليلات أن العوامل الوراثية التي تم قياسها بعمر 7 سنوات تفسّر نحو نصف التباين في النتائج الإدراكية بعمر 30 سنة، ومع ذلك فإن البيئة لعبت دورا بارزا، حيث أظهرت الدراسة أن نحو 10% من تباين الذكاء في البلوغ يمكن ربطه بالبيئة خلال أول عامين من الحياة.
- الطبيعة أم التنشئة؟ الاثنان معا
من خلال مقارنة التوائم المتطابقة (التي تشترك في 100% من الجينات) مع التوائم غير المتطابقة (التي تتشارك فقط 50% من الجينات)، بيّنت الدراسة أن الجينات والبيئة معا يشكلان الذكاء على مدى الحياة، وقد تراجع تأثير البيئة مع التقدم في السن، بينما تعزز تأثير العوامل الوراثية.
وأشارت الباحثة المشاركة تشاندرا رينولدز، المتخصصة في أمراض الشيخوخة مثل ألزهايمر، إلى أن نتائج الدراسة قد تؤثر على فهمنا ليس فقط لتحصيل الأطفال الدراسي وأداء البالغين في العمل، بل أيضا لاحتمالية الإصابة بتدهور معرفي في الشيخوخة.
- الذكاء ليس جينا واحدا: أهمية الدرجات متعددة الجينات
اعتمد الباحثون على "الدرجة متعددة الجينات" (Polygenic Score) لتقييم الاستعداد الجيني للذكاء. هذه الدرجة تُستخلص من مجموع تأثيرات الآلاف من المتغيرات الجينية التي وُجد أنها ترتبط بالقدرة المعرفية، واستخدم الفريق بيانات من قرابة مليون شخص من قواعد بيانات ضخمة مثل 23andMe لتكوين درجة جينية لكل توأم مشارك في الدراسة.
بشكل مدهش، كانت هذه الدرجات الجينية متوافقة إلى حد بعيد مع نتائج اختبارات الذكاء التي أُجريت لهم منذ الطفولة.
- تطبيقات مستقبلية للتربية والتدخل المبكر
تشير النتائج إلى أهمية التدخل المبكر في الطفولة لتعزيز القدرات المعرفية، خاصة في البيئات الاجتماعية التي قد تفتقر إلى الدعم الكافي. ويؤكد الباحثون أن الرعاية التعليمية والتحفيز الذهني في السنوات الأولى قد تساهم في بناء "خزان معرفي" يستمر مدى الحياة.
كما أوضح د. غوستافسون أن هذا البحث يعزز من قيمة استخدام البيانات الجينية والبيئية معا لفهم التطور العقلي عبر المراحل العمرية المختلفة.


المصدر:   scitechdaily

 

 دراسة علمية تكشف ارتباط الألعاب المفضلة للرضع بمستوى ذكائهم المستقبلي

أخبار ذات صلة

 

تابعونا