ابتكار نظام بصري متقدم يجعل الدم شفافا أثناء العمليات الجراحية
نجح علماء من شركة Ocutrx Technologies في تطوير نظام بصري متقدم يُدعى هيمولوسينس (HemoLucence)، يسمح للجراحين برؤية الأنسجة الحيوية التي تقع خلف الدم أثناء العمليات الجراحية، وكأن الدم "شفاف".
- كيف تعمل التقنية؟
تعتمد تقنية هيمولوسينس على دمج الذكاء الاصطناعي مع الفيزياء الحاسوبية المتقدمة، حيث تقوم بتحليل تفاعل الضوء أثناء مروره عبر الدم داخل الجسم، ومن ثم تستخدم خوارزميات معقدة لإعادة بناء صورة واضحة ومباشرة للأنسجة التي تحته.
والأهم من ذلك، أن هذه العملية تتم في الوقت الفعلي، دون الحاجة إلى الوسائل التقليدية مثل الشفط أو التنظيف المتكرر، مما يقلل من الزمن الجراحي ويقلل احتمالية النزيف والمضاعفات.
- رؤية غير مسبوقة عبر الدم
في التجارب الأولية، أثبت النظام فعاليته في الرؤية عبر طبقة دم يصل سمكها إلى نصف بوصة (1.27 سم)، مع مؤشرات أولية على أن هذه القدرة قد تصل قريبا إلى بوصة كاملة (2.54 سم).
ويعد هذا تطورا كبيرا خاصة في الجراحات الدقيقة والمعقدة مثل جراحات الدماغ والحبل الشوكي، التي تتطلب دقة متناهية ورؤية واضحة لكافة التفاصيل الحيوية.
- إشادة من كبار الجراحين
أشاد عدد من أبرز الجراحين العالميين بهذا الابتكار، حيث وصفه الدكتور ليونيل هانت، جراح الأعصاب المعروف، بأنه "طبقة جديدة كاملة من الأمان الجراحي".
أما الدكتور روبرت لويس، أخصائي جراحة أورام الدماغ، فقد اعتبر التقنية "قفزة نوعية ستجعل العمليات أكثر سلاسة ودقة وأمانا".
- خطوات نحو التطبيق السريري
تم الإعلان عن هذه التقنية رسميا خلال فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025، حيث نالت اهتماما واسعا من الأوساط الطبية والعلمية.
لكن رغم الحماسة، ما تزال التقنية في مراحلها التجريبية، حيث من المقرر أن تبدأ قريبًا التجارب السريرية لتقييم مدى فعاليتها وسلامتها في بيئة العمليات الواقعية قبل اعتمادها في المستشفيات حول العالم.
-ما الذي يعنيه هذا الابتكار لمستقبل الجراحة؟
تقنية هيمولوسينس تمثل تطورا ثورياً في مجال الجراحة، فهي ليست مجرد أداة بصرية، بل حلّ متكامل يعزز من كفاءة الجراحين ويقلل من المخاطر التي تهدد حياة المرضى.
وإذا ما اجتازت الاختبارات السريرية بنجاح، فقد نكون على أعتاب حقبة جديدة من الجراحات الآمنة عالية الدقة.
المصدر: Gizmodo
