تأثير مضادات الاكتئاب على الخصوبة والحمل

كشف باحثو معهد كولتسوف لعلم الأحياء التنموي التابع لأكاديمية العلوم الروسية بالتعاون مع جامعة موسكو، عن وجود تأثيرات بيولوجية عميقة لمضادات الاكتئاب على الجهاز التناسلي، تحديدا في عملية نضوج البويضات لدى الإناث.
- مادة الفلوكستين والسيروتونين: علاقة حساسة بالتكاثر
النتائج التي تم التوصل إليها ركزت بشكل أساسي على مادة الفلوكستين، وهي العنصر النشط في العديد من مضادات الاكتئاب الشهيرة، والتي تُعرف بتأثيرها في زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ. ورغم أهمية السيروتونين في تنظيم الحالة المزاجية، إلا أن له أيضا دورا بالغ الأهمية في عملية نضوج البويضات، ولذلك فإن أي خلل في تركيزه قد يؤدي إلى اضطرابات إنجابية خطيرة.
- نتائج التجربة: انخفاض في عدد البويضات الناضجة
خلال الدراسة، قام الباحثون بإجراء تجربة على مجموعة من الفئران، حيث تم إضافة الفلوكستين إلى مياه الشرب لمدة 10 أيام، وهو ما يعادل قرابة شهرين من التعرض لدى البشر، وجاءت النتائج مثيرة للقلق:
انخفض عدد البويضات الناضجة بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25%.
تم رصد ارتفاع في التعبير الجيني لجين Zar1 المسؤول عن عدم نضج السيتوبلازم، بمقدار 4 أضعاف.
بالرغم من أن البويضات الناضجة احتفظت ببنيتها الطبيعية، بما في ذلك المغزل المسؤول عن انقسام الكروموسومات، إلا أن النضج السيتوبلازمي تأثر بوضوح.
- تأثير مباشر على القدرة الإنجابية والنسل
هذا الخلل في نضوج البويضات أدى بدوره إلى انخفاض القدرة على الحمل بنسبة 17.8%، بالإضافة إلى ملاحظة اضطرابات أيضية لدى الجيل الجديد من الفئران، وهو أثر جانبي موثق في استخدام مضادات الاكتئاب، ومع ذلك فقد أكدت التحاليل أن الجهاز التناسلي للنسل بقي سليمًا، ولم يتم رصد أي خلل في عدد الخلايا الجنسية عند الولادة.
- آفاق مستقبلية لفهم التفاعلات الجزيئية
في تصريح له، قال الأستاذ دينيس نيكيشين، كبير الباحثين وأستاذ مشارك في قسم علم الأجنة بجامعة موسكو:
"تفتح هذه النتائج آفاقا جديدة لفهم أعمق للعلاقة بين مضادات الاكتئاب والصحة الإنجابية، وقد تسهم في توجيه قرارات سريرية أكثر دقة بشأن سلامة استخدامها، لا سيما في الحالات التي تتعلق بالنساء في سن الإنجاب".
وأكد الفريق البحثي أنه يعتزم متابعة دراسة الآليات الجزيئية للتفاعل بين السيروتونين ومسارات الإشارات داخل الخلايا، لفهم كيف تؤثر هذه العوامل في مراحل نضوج البويضات بشكل أدق.

المصدر:   موقع science.mail.ru