روبوتات مجهرية لعلاج الجيوب الأنفية: تقنية مبتكرة تغني عن الأدوية التقليدية
نشرت مجلة Science Advances دراسة رائدة كشفت فيها عن تقنية ثورية جديدة لعلاج التهابات الجيوب الأنفية المزمنة، دون الحاجة لاستخدام أي أدوية تقليدية، تعتمد هذه الطريقة المبتكرة على استخدام روبوتات مجهرية فائقة الصغر قادرة على الوصول إلى المناطق العميقة داخل الجيوب الأنفية وتدمير البكتيريا المسببة للعدوى المزمنة.
- كيف تعمل هذه الروبوتات الدقيقة؟
يعتمد النظام الجديد، المسمى CBMRs (روبوتات المغناطيس الحيوي التحفيزي)، على دمج ثلاث تقنيات متقدمة:
التحكم المغناطيسي
الإضاءة بالألياف البصرية
النشاط الضوئي المحفز (Photocatalytic Activity)
يتيح هذا الدمج استهدافا دقيقا للبؤر المصابة داخل الجيوب الأنفية حتى في وجود إفرازات قيحية لزجة، مما يُعد اختراقا نوعيا في علاج الحالات المقاومة للعلاج الدوائي.
- مكونات الروبوتات ووظيفتها
تتكون روبوتات CBMRs من مادة BiOI المشبعة بذرات النحاس، والتي تُنشّط بواسطة ضوء مرئي يُسلَّط عبر مسبار من الألياف الضوئية. عند دخول الروبوت إلى بؤرة الالتهاب، يبدأ في إطلاق جزيئات الأكسجين التفاعلية، والتي تعمل على تدمير الجدران الخلوية للبكتيريا.
بالتوازي، يؤدي النشاط الضوئي الحراري إلى رفع درجة حرارة المنطقة المصابة، مما يقلل من لزوجة القيح ويُمكّن الروبوت من اختراق الأنسجة الملتهبة بعمق أكبر بثلاث مرات مقارنة بالأساليب السابقة.
- التوجيه والمراقبة الدقيقة للروبوتات
يمكن توجيه حركة الروبوتات باستخدام مجال مغناطيسي خارجي، كما يمكن مراقبة موقعها بدقة عالية عبر تقنيات الأشعة السينية، مما يمنح الأطباء قدرة غير مسبوقة على التحكم بالعلاج داخل الجيوب الأنفية.
- نتائج واعدة في التجارب الحيوانية
أُجريت اختبارات على نماذج من أرانب مصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، وأظهرت النتائج أن الروبوتات:
نجحت في الوصول إلى مراكز الالتهاب العميقة
قللت بشكل كبير من النشاط البكتيري
دمرت الأغشية الحيوية الرقيقة التي تُعد السبب الأساسي لتحول الالتهاب إلى حالة مزمنة يصعب علاجها
- آفاق مستقبلية واستخدامات محتملة
يرى مطورو هذه الروبوتات المجهرية أن إمكانيات CBMRs لا تقتصر على الجيوب الأنفية فحسب، بل يمكن تكييف التقنية لعلاج أنواع متعددة من الالتهابات العميقة في الجسم، خاصة تلك التي تُظهر مقاومة للمضادات الحيوية نتيجة الأغشية الحيوية البكتيرية.
هذه التقنية تمثل تحولا جذريا في علاج التهابات الجيوب الأنفية المزمنة، وخصوصا في الحالات التي لا تستجيب للعلاج التقليدي، وإن تأكيد فعاليتها في التجارب السريرية البشرية مستقبلا قد يفتح الباب أمام ثورة طبية جديدة في التعامل مع الالتهابات العميقة في الجسم دون اللجوء إلى الأدوية.
المصدر: مجلة Science Advances
