logo yajnoub    

رصد زلزال بحري بطيء الانزلاق يحدث تحت البحر مباشرة

2025/07/06 - 06:31:04am    باسم عمور   

تمكن فريق من العلماء من مراقبة زلزال بطيء الانزلاق يحدث تحت البحر مباشرة، على امتداد صدع نشط قبالة سواحل اليابان، وقد مكّنت أجهزة استشعار متطورة في قاع البحر الباحثين من تتبّع هذه الظاهرة الزلزالية التي وصفت بأنها تشبه "انفكاك بطيء" لخط الصدع، وكأن الأرض تفتح بهدوء صدعا بين صفيحتين تكتونيتين.
هذا الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة Science، يقدّم أوضح الأدلة حتى الآن على كيفية تفريغ الأرض لضغطها التكتوني من دون إحداث زلازل مدمّرة.
- ما هو الزلزال البطيء الانزلاق؟
يُعرف "الزلزال البطيء" بأنه نوع خاص من الزلازل لا يحدث فجأة كما هو معتاد، بل يتطور خلال أيام أو حتى أسابيع، دون أن يشعر به الناس غالبا وقد أظهر فريق البحث بقيادة الدكتور جوش إدجينغتون من معهد الجيوفيزياء بجامعة تكساس أن هذا النوع من الزلازل يمكن أن يعمل كصمام أمان طبيعي، يمتص الضغط ويخفف خطر الزلازل العنيفة.
"يشبه الأمر تموجا ينتقل عبر واجهة الصفائح التكتونية"، يوضح إدجينغتون، مشيرًا إلى أن هذا الحدث وقع في منطقة نشطة زلزاليًا بالقرب من خندق نانكاي البحري، وهي منطقة معروفة بأنها مصدر محتمل لتسونامي مدمر.
- استشعار قاع البحر يكشف الأسرار الخفية
لم يكن هذا الإنجاز ممكنا لولا استخدام مستشعرات دقيقة تم تركيبها داخل حفر عميقة في قاع البحر في بعثة بحرية استكشافية عام 2016، بالتعاون مع برنامج الاكتشاف المحيطي الدولي. تلك الأجهزة قادرة على قياس حركات صغيرة جدا لا تتجاوز بضعة ميليمترات—ما يجعلها أكثر دقة بكثير من أنظمة GPS الأرضية.
وخلال خريف عام 2015، سجّلت هذه الحساسات زلزالا بطيئا يتقدم عبر الجزء الخارجي من صدع نانكاي، ثم تكرر المشهد ذاته عام 2020، مما وفّر بيانات حاسمة حول ديناميكيات هذه المنطقة شديدة النشاط.
- هل يمكن لهذه الزلازل أن تمنع الكوارث الكبرى؟
على الرغم من أن صدع نانكاي سبق وتسبب في زلزال كبير عام 1946 بلغت شدته 8 درجات وأودى بحياة أكثر من 1300 شخص، تشير الأدلة الحديثة إلى أن بعض أجزاء الصدع قد تفرّغ طاقتها بشكل منتظم وآمن من خلال هذه الزلازل البطيئة.
هذا يفتح أفقا جديدا لفهم آليات عمل الصدوع التحت بحرية، ويُظهر كيف يمكن لبعض المناطق أن تعمل كـ "مصدّات زلزالية" تخفف خطر الزلازل العنيفة، يقول ديميان سافر، مدير معهد الجيوفيزياء في جامعة تكساس: "إنها معلومات حيوية لفهم صدوع أخرى، كصدع كاسكاديا في شمال غرب المحيط الهادئ، الذي يفتقر إلى مثل هذه الآليات الوقائية."
- حلقة النار تحت المجهر العلمي
الحدث وقع ضمن ما يعرف بـ "حلقة النار" في المحيط الهادئ، وهي منطقة تحيط بصفيحة المحيط الهادئ التكتونية وتشتهر بنشاطها الزلزالي والبراكيني الكثيف، وقد أظهرت المستشعرات أن الزلازل البطيئة التي رُصدت انزلقت لمسافة 30 كيلومترا نحو البحر خلال بضعة أسابيع، ثم توقفت عند حافة القارة، في منطقة يتواجد فيها ضغط مائي تحت الأرض أعلى من المعدل الطبيعي.
هذا العامل الأخير مهم جدا، إذ يؤكد نظرية قديمة لدى علماء الجيوفيزياء بأن الضغط المائي العالي يسهم في نشوء الزلازل البطيئة.
- ما الذي يعنيه هذا للمستقبل؟
يأمل الباحثون بأن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تحسين أنظمة الإنذار المبكر للزلازل والتسونامي، من خلال تعزيز المراقبة الدقيقة للصدوع تحت البحرية، خصوصا في المناطق التي لا تزال صامتة، مثل كاسكاديا، والتي يُخشى أن تكون "محكمة الإغلاق" على طاقة هائلة تنتظر الإفراج عنها.
يختم سافر بالقول: "نحن بحاجة لتقنيات مراقبة عالية الدقة، كما استخدمنا في نانكاي، لتطبيقها في مناطق الخطر القصوى حول العالم."


المصدر:   SciTechDaily.com

 

  رصد زلزال بحري بطيء الانزلاق يحدث تحت البحر مباشرة

أخبار ذات صلة

 

تابعونا