مضادات الاكتئاب تزيد من خطر الوفاة القلبية المفاجئة وفق دراسة جديدة

أشارت دراسة حديثة إلى أن استخدام مضادات الاكتئاب قد يرفع من خطر الوفاة القلبية المفاجئة، وهي حالة يتوقف فيها القلب بشكل غير متوقع بسبب مشاكل قلبية.
وقد تم عرض نتائج هذه الدراسة في فيينا، خلال اجتماع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، حيث أوضح الباحثون أن خطر الوفاة القلبية المفاجئة يزداد كلما طال أمد استخدام مضادات الاكتئاب.

ارتباط مدة الاستخدام بارتفاع مستوى الخطر

قالت الباحثة الرئيسية، ياسمين موكانوفيتش، من مركز القلب في مستشفى "ريغشوسبيتاليت" في كوبنهاغن:
"كانت مدة التعرض لمضادات الاكتئاب مرتبطة بزيادة خطر الوفاة القلبية المفاجئة، وكلما طالت فترة استخدام الدواء، زاد الخطر".
وأضافت: "الأشخاص الذين استمروا في استخدام مضادات الاكتئاب لمدة ست سنوات أو أكثر، كانوا أكثر عرضة للخطر مقارنة بمن استخدموها لمدة تتراوح بين سنة وخمس سنوات، وكذلك مقارنة بالأشخاص الذين لم يستخدموا مضادات الاكتئاب إطلاقاً".

تحليل شامل للوفيات في الدنمارك

اعتمدت الدراسة على تحليل شامل لحالات الوفاة بين البالغين في الدنمارك خلال عام 2010، حيث تم التركيز على حالات استخدام مضادات الاكتئاب، والوفيات الناتجة عن توقف القلب المفاجئ.
أوضح الباحثون أن الوفاة القلبية المفاجئة تحدث عندما يتوقف القلب فجأة بسبب مشكلة قلبية، وقد تكون ناتجة عن أمراض في القلب أو اضطرابات كهربائية فيه، وتختلف أسبابها حسب العمر.

الشباب في دائرة الخطر الأكبر

وجد الباحثون أن مضادات الاكتئاب تشكل خطراً أكبر على الفئات العمرية الشابة، فالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عامًا كانوا أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للوفاة القلبية المفاجئة عند استخدامهم لمضادات الاكتئاب لمدة سنة إلى خمس سنوات، وترتفع النسبة إلى خمسة أضعاف عند الاستخدام لمدة ست سنوات أو أكثر.
أما الفئة العمرية من 50 إلى 59 عامًا، فقد تضاعف الخطر لديهم مع الاستخدام لمدة سنة إلى خمس سنوات، وارتفع إلى أربعة أضعاف عند الاستخدام لأكثر من ست سنوات.
وبالنسبة لكبار السن بين 70 و79 عاما، فقد سجلوا زيادة في الخطر بنسبة 83% عند استخدامهم للدواء لمدة سنة إلى خمس سنوات، وارتفاعاً مضاعفاً عند استخدامه لأكثر من ست سنوات.

أسباب غير واضحة وتوصيات بمزيد من البحث

لم يتمكن الباحثون حتى الآن من تحديد السبب الدقيق الذي يجعل مضادات الاكتئاب تزيد من خطر الوفاة القلبية المفاجئة، إلا أن موكانوفيتش أوضحت أن السبب قد يكون متعلقا بالآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية.
كما أشارت إلى أن مدة التعرض للدواء قد تعكس في بعض الحالات شدة الحالة النفسية للمريض، إضافة إلى عوامل سلوكية ونمط حياة مرتبط بالاكتئاب، مثل تأخر طلب الرعاية الصحية وسوء الحالة القلبية.
واختتمت الباحثة بالتأكيد على أن هذه النتائج لا تزال أولية، ويجب عدم الاعتماد عليها بشكل قاطع إلى أن يتم نشرها في مجلة علمية محكمة.

المصدر:  Newsmax.com