ثلاث تغييرات بسيطة منذ الولادة تقلل خطر السمنة لدى الأطفال

توصل باحثون من جامعة ماكماستر الكندية إلى ستة عوامل رئيسية خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل، يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على خطر الإصابة بالسمنة، خصوصًا لدى الأطفال من أصول جنوب آسيوية، وتمنح هذه النتائج الأمل في توجيه استراتيجيات فعالة للتدخل المبكر وتحسين السياسات الصحية لدعم نمو صحي لدى الفئات الأكثر عرضة.
- أطفال جنوب آسيا: قابلية أكبر للسمنة ومخاطر صحية مرتفعة
تشير الدراسة إلى أن الأطفال من جنوب آسيا أكثر عرضة لتراكم الدهون في منطقة البطن، مما يرفع من احتمالية إصابتهم بأمراض أيضية كداء السكري، كما أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) التقليدي لا يعكس بدقة خطر السمنة لديهم، نظرا لما يُعرف بـ"النمط النحيف البدين"؛ إذ يولد هؤلاء الأطفال بوزن منخفض لكن مع نسبة دهون عالية، وهو نمط يستمر في الأجيال اللاحقة.
تقول "ساندي أزاب"، المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة المساعدة في قسم الطب بجامعة ماكماستر:
"تُركّز معظم الدراسات على نقاط زمنية معينة وغالبًا تشمل أسرًا من أصول أوروبية بيضاء، مما يؤكد أهمية تتبّع مراحل تطور السمنة لدى مجموعات عرقية مختلفة، منذ الولادة وحتى الطفولة المبكرة."
- نظرة شاملة على الدراسة والعوامل القابلة للتعديل
نشرت الدراسة في JAMA Network Open بتاريخ 10 أبريل 2025، وشملت تحليل بيانات أكثر من 900 طفل. وقد حدّدت ستة عوامل يمكن تعديلها وترتبط بتراكم الدهون في الجسم، وتشمل عوامل مرتبطة بالأم قبل وأثناء الحمل، وأخرى تتعلق بعادات الطفل بعد الولادة:
عوامل الأم:
السمنة قبل الحمل
زيادة الوزن المفرطة خلال الحمل
اتباع نظام غذائي صحي يضم الدواجن، البيض، الفواكه، الخضروات، المأكولات البحرية، والحبوب المكررة مثل البوري، الإيدلي، والدوسا
عوامل الطفل بعد الولادة:
الرضاعة الطبيعية لمدة 12 شهرًا أو أكثر
زيادة النشاط البدني اليومي
تقليل وقت الجلوس أمام الشاشات
- كلما زادت العوامل الوقائية... قلّت السمنة
وجد الباحثون علاقة مباشرة بين عدد هذه العوامل الوقائية ومدى تراكم الدهون في الجسم، تم اختبار هذه العلاقة على ثلاث مجموعات مختلفة شملت 3,171 طفلا في كندا والمملكة المتحدة من أصول جنوب آسيوية وأوروبية بيضاء، ويقترح الباحثون اعتماد نظام نقاط لتقييم مخاطر السمنة بناءً على هذه العوامل، لتحديد الأطفال المعرضين للخطر وتطبيق تدخلات مناسبة للحد من السمنة مبكرا.
- سياسات صحية وتوصيات قابلة للتطبيق
أكدت البروفيسورة "سونيا أناند"، المؤلفة المسؤولة عن الدراسة ونائبة رئيس الجامعة للصحة العالمية، أن العوامل الوقائية المحددة قابلة للتنفيذ بسهولة نسبيا، مثل تقليل وقت الشاشات وتعزيز النشاط البدني وتمديد فترة الرضاعة الطبيعية.
وأضافت:
"علينا إيصال هذه المعرفة للآباء والأمهات، وتحويل الجهود نحو تطوير واختبار تدخلات ملموسة لتحسين المسارات الصحية، إلى جانب صياغة سياسات داعمة كبرامج تغذية مدعومة للأمهات وتوفير أدوات الرضاعة."

المصدر:  Newsmax.com