logo yajnoub    

كائن "خالِد" غريب قد يحمل سر عكس الشيخوخة

2025/04/06 - 08:37:16am   

اكتشف باحثو كلية الطب بجامعة ميشيغان أن كائنا بحريا غريبا يُعرف باسم البلاناريا (Schmidtea mediterranea) قد يحمل مفاتيح عكس آثار الشيخوخة، ليس فقط لنفسه، بل وربما للبشر أيضا، هذا الكائن المعروف بقدرته الفريدة على تجديد أعضائه بالكامل، حتى لو تم قطع رأسه، يقدم نموذجا حيا لما يُعرف بـ"الخلود البيولوجي".

الشيخوخة في جسم الإنسان… وتحديات عكسها

مع تقدمنا في العمر، يخضع الجسم لتغيرات طبيعية مثل فقدان الخلايا العصبية والكتلة العضلية، وانخفاض الخصوبة، وتراجع القدرة على شفاء الجروح، وعلى الرغم من أن بعض الاستراتيجيات مثل ممارسة الرياضة وتقييد السعرات الحرارية أثبتت فعاليتها في تأخير بعض مظاهر الشيخوخة أو تجديد أنسجة معينة، إلا أن عكس الشيخوخة على مستوى الكائن بالكامل ظل حلما بعيد المنال.

البلاناريا: كائن "خالِد" يعيد إنتاج نفسه باستمرار

يقول الدكتور لونغهاوا غو، أستاذ فسيولوجيا الخلية وعلم الأحياء التطوري بجامعة ميشيغان، إن البلاناريا تتميز بقدرتها الخارقة على تجديد الأعضاء، ما يجعلها نموذجا مثاليا لدراسة الشيخوخة، وأوضح غو أن فريقه يدرس البلاناريا التي تتكاثر جنسيًا من لحظة التخصيب وحتى عمر 18 شهرا، حيث تبدأ في إظهار علامات التقدم في العمر المشابهة لتلك التي نراها في الثدييات، مثل فقدان الخلايا العصبية والعضلية، وضعف الخصوبة، وتغيرات واضحة في العينين.

تجديد الرأس يعيد الشباب والخصوبة

في تجربة مذهلة، قام العلماء بقطع رؤوس البلاناريا الأكبر سنًا، ولاحظوا أنها نمت رؤوسًا جديدة بعيون سليمة تماما، ليس هذا فحسب، بل إن البلاناريا التي خضعت للتجديد أظهرت تحسنًا ملحوظًا في الخصوبة والأداء الفسيولوجي مقارنة بتلك الأكبر سنًا التي لم تتجدد.

التجديد يوقف الشيخوخة على المستوى الجزيئي

كشفت الدراسة، المنشورة في مجلة Nature Aging، أن البلاناريا لا تفقد خلاياها الجذعية مع التقدم في العمر، على عكس الثدييات، كما أن عملية التجديد تؤدي إلى عكس التغيرات الجينية المرتبطة بالشيخوخة في أنسجة متعددة. وهذا يشير إلى أن لديها آليات فريدة تدعم الشفاء وطول العمر حتى في المراحل المتقدمة من العمر.

بصمات الشيخوخة المشتركة بين الأنواع

قارن فريق غو بيانات تسلسل الخلايا المفردة في البلاناريا مع بيانات مأخوذة من فئران وجرذان وبشر، بمن فيهم أولئك الذين خضعوا لتدخلات تطيل العمر، ووجدوا أن هناك تشابهًا في بصمات الشيخوخة الجينية بين البلاناريا والثدييات، خصوصا تلك التي تم إطالة عمرها.

خطوة نحو عكس الشيخوخة في الكائنات الأخرى

يطمح الدكتور غو وفريقه الآن إلى تحديد الجينات والخلايا المسؤولة عن هذه القدرة التجديدية في البلاناريا، ما قد يساعد على تطوير تقنيات مستقبلية لعكس الشيخوخة في البشر. ويختم قائلاً:
"رسالة هذه الدراسة هي أن التدهور المرتبط بالعمر قد يكون قابلًا للعكس على مستوى الكائن الحي بأكمله، ليس فقط في البلاناريا، بل في كائنات أخرى أيضا".


المصدر:  Sciencealert

 

كائن

أخبار ذات صلة

 

تابعونا