الذكاء الاصطناعي يعزز النزعة النرجسية بين طلاب التخصصات الإبداعية

كشفت دراسة نفسية حديثة أجراها باحثون في الصين عن وجود ارتباط مقلق بين استخدام الذكاء الاصطناعي وبعض السمات الشخصية المظلمة لدى طلاب التخصصات الإبداعية، الدراسة التي شملت 504 طالبا من جامعات الفنون في مقاطعة سيتشوان، من بينهم موسيقيون، ممثلون، راقصون وفنانون مستقبليون، ألقت الضوء على أنماط استخدام مثيرة للجدل للتقنيات الحديثة بين هؤلاء الطلاب.
- السمات المظلمة والتقنيات الذكية
أظهرت النتائج أن الطلاب الذين يحملون سمات نرجسية واضحة — مثل الإعجاب المفرط بالذات، والسعي المستمر للتميز دون اعتبار للوسائل — كانوا أكثر ميلاً لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وMidjourney في إنجاز واجباتهم الدراسية، بطريقة تنتهك القواعد الأخلاقية المتبعة في المؤسسات الأكاديمية.
كما اتضح أن هؤلاء الطلاب يميلون أيضا إلى سمات ميكافيلية (التلاعب والخداع)، وسلوكيات سيكوباتية (انعدام التعاطف)، فضلاً عن النزعة المادية، وهو ما يجعلهم أكثر استعدادا لاستخدام التقنيات الحديثة كوسيلة لتحقيق أهدافهم الشخصية بأي ثمن.
- حلقة مفرغة من القلق والمماطلة والضغط
اللافت أن هذه الاستخدامات لم تكن مقترنة بالراحة أو الفعالية بل بالعكس، ترافقت مع زيادة واضحة في القلق النفسي والمماطلة المزمنة والشعور بعدم الرضا الشخصي. وقد لاحظ الباحثون مفارقة مثيرة: القلق يدفع الطلاب نحو استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق غير أخلاقية، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالذنب والضغط، مسببا مزيدا من التوتر في دائرة سلوكية مفرغة.
- الطلاب الإبداعيون أكثر عرضة للخطر
وأشار القائمون على الدراسة إلى أن المشكلة لا تكمن في أدوات الذكاء الاصطناعي بحد ذاتها، بل في التفاعل النفسي بين هذه الأدوات وسمات معينة لدى الأفراد. وبيّنوا أن طلاب الفنون والتخصصات الإبداعية هم الأكثر عرضة لهذا الخطر، لأن تقييم أصالة أعمالهم يصعب التحقق منه بالوسائل التقليدية، مما يفتح المجال للتلاعب باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة.
- دعوة إلى توعية أكاديمية ونفسية
توصي الدراسة بضرورة إدخال برامج توعية نفسية وأخلاقية في المؤسسات الأكاديمية، تركز على تطوير الفهم المسؤول لاستخدام التكنولوجيا، وتعزيز المهارات الذاتية لدى الطلاب لمواجهة ضغوط الدراسة دون اللجوء إلى حلول سريعة قد تكون مضرة على المدى البعيد.

المصدر:   Naukatv.ru