logo yajnoub    

وصول نفايات نووية مشعة إلى ألمانيا يثير جدلاً واسعاً

2025/04/07 - 04:03:09pm   

وصلت شحنة ضخمة من النفايات النووية عالية الإشعاع إلى ميناء "نوردهام" في ولاية سكسونيا السفلى شمالي ألمانيا، ما أثار موجة من الغضب والاحتجاجات بين النشطاء المناهضين للطاقة النووية.
وتزن الشحنة نحو 700 طن، وتم نقلها عبر سفينة متخصصة تُعرف باسم "Pacific Grebe"، في إطار برنامج لإعادة النفايات النووية المعالجة من الخارج إلى الأراضي الألمانية.

النفايات نتيجة إعادة معالجة وقود محطات ألمانية متوقفة

أوضحت الوكالة الاتحادية الألمانية لسلامة إدارة النفايات النووية (BASE) أن النفايات الناتجة جاءت بعد إعادة معالجة عناصر الوقود المستخدمة من محطات الطاقة النووية الألمانية المتوقفة عن العمل في منشأة "سيلفيلد" البريطانية.
وقبل عام 2025، كانت ألمانيا تنقل الوقود النووي المستهلك إلى منشآت إعادة المعالجة في كل من فرنسا (La Hague) والمملكة المتحدة (Sellafield)، وبعد إذابة المخلفات وتحويلها إلى زجاج، تتم إعادة إرسالها إلى ألمانيا على هيئة كتل زجاجية محكمة الإغلاق.

حاويات ضخمة محكمة الإغلاق لضمان الحماية من الإشعاع

الحاويات المستخدمة في نقل النفايات مصممة خصيصا لهذا الغرض، حيث يبلغ طول الواحدة منها أربعة أمتار وتزن أكثر من 100 طن، ويتم تعبئتها بمخلفات نووية ممزوجة بزجاج سائل داخل أسطوانات فولاذية مقاومة للصدأ، ثم تغلق بإحكام وتوضع في قوالب زجاجية داخل حاويات من الحديد الزهر والفولاذ.
وأثبتت هذه الحاويات فعاليتها خلال اختبارات صارمة تهدف إلى التأكد من قدرتها على مقاومة الظروف البيئية القاسية وحماية البيئة من الإشعاعات.

احتجاجات واسعة في نوردهام ومخاوف من التلوث

مع وصول الحاويات إلى ميناء نوردهام، قامت السلطات بإغلاق الميناء تحسبا لأي طارئ، في ظل احتجاجات شعبية قوية تقودها جماعات مناهضة للطاقة الذرية، اعتراضا على استيراد النفايات النووية رغم توقف ألمانيا عن استخدام الطاقة النووية تدريجيًا منذ سنوات.
وبحسب تقرير لشبكة "DW"، فقد تم إنزال أول حاوية صباح الثلاثاء عبر رافعة ضخمة، وخضعت لفحوصات دقيقة لقياس مستويات الإشعاع ومقارنتها بالبيانات المسجلة في منشأة "سيلفيلد" البريطانية.

الاستعداد للتخزين الدائم في باطن الأرض

تعمل "الشركة الاتحادية الألمانية للتخلص من النفايات المشعة" (BGE) حاليا على تحديد موقع مناسب للتخزين الجيولوجي الدائم للنفايات النووية، والتي تُقدَّر بـ 27 ألف متر مكعب تم إنتاجها على مدى 60 عامًا من الاعتماد على الطاقة النووية.
وكانت ألمانيا، حتى عام 2011، تخزن جزءا من هذه النفايات في منشأة "غورليبين" المؤقتة في سكسونيا السفلى، حيث تم إيداع 108 حاويات من النفايات الزجاجية المشعة هنا.

ألمانيا تواصل التزاماتها رغم إغلاق المحطات النووية

منذ عام 2023، أكملت ألمانيا إغلاق آخر محطاتها النووية، بعدما كانت قد بدأت بالتدريج في التخلص من الطاقة الذرية منذ كارثة فوكوشيما النووية في اليابان عام 2011. ومع ذلك، ما تزال ملزمة دوليا بإعادة استقبال النفايات النووية الناتجة عن الوقود المعاد معالجته من محطاتها القديمة.
وأفادت وكالة BASE أن "الشحنة الأخيرة من النفايات المعالجة في فرنسا تم استردادها في نوفمبر 2024، وهناك شحنة واحدة متبقية من المملكة المتحدة ستُكمل عملية الإعادة النهائية".

أزمة بيئية أم التزام قانوني؟ جدل لا ينتهي

رغم اتخاذ الإجراءات الأمنية الصارمة والتقنيات الحديثة المستخدمة في الحماية من الإشعاع، يبقى الجدل قائما في ألمانيا بين من يرى في إعادة النفايات النووية خطرا بيئيا، وبين من يعتبرها التزامًا قانونيًا يجب الوفاء به لإنهاء عصر الطاقة النووية بطريقة مسؤولة.
وتبقى التساؤلات مطروحة حول مستقبل هذه النفايات ومصيرها النهائي، خصوصًا في ظل غياب موقع دائم حتى الآن، في بلد يسعى للتحول الكامل إلى الطاقة النظيفة.


المصدر:  interestingengineering.com

 

وصول نفايات نووية مشعة إلى ألمانيا يثير جدلاً واسعاً

أخبار ذات صلة