خطة الـ12 أسبوعاً: دواء فعّال يمنع النوبة القلبية القادمة
كشفت دراسة دولية حديثة أن البدء في علاج مزدوج يضم دواءين لخفض الكوليسترول – الستاتين والإيزيتيميب – خلال 12 أسبوعاً فقط من الإصابة بنوبة قلبية، يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية تكرار النوبة القلبية أو الوفاة.
واعتمدت الدراسة، التي شارك فيها باحثون من جامعة إمبريال كوليدج لندن وجامعة لوند في السويد، على بيانات حقيقية لأكثر من 36,000 مريض، وأشارت النتائج إلى أن الأسلوب التقليدي القائم على "الانتظار والترقب" أصبح قديماً وغير فعّال، ويمكن استبداله بخطوات بسيطة وفعالة لإنقاذ آلاف الأرواح سنوياً.
لماذا يعتبر العلاج المبكر مهماً جداً؟
أظهرت الدراسة أن المرضى الذين بدأوا العلاج المزدوج في غضون 12 أسبوعاً من إصابتهم بنوبة قلبية، كانوا أقل عرضة بكثير لتكرار النوبات القلبية أو الوفاة، مقارنة بمن تأخر علاجهم أو لم يحصلوا على العلاج الإضافي مطلقاً.
تعتمد هذه النتيجة على مبدأ أن خفض الكوليسترول الضار (LDL) بسرعة بعد النوبة القلبية يساعد على استقرار الأوعية الدموية ويمنع تكوّن الجلطات التي قد تسبب نوبات جديدة.
- الإرشادات الطبية الحالية: تأخير غير مبرر
تشير البروفيسورة "مارغريت ليوسدوتر"، أستاذة مشاركة في جامعة لوند، إلى أن الإرشادات الحالية توصي بإضافة الأدوية الخافضة للدهون تدريجياً، مما يؤدي إلى تأخير العلاج وعدم فعاليته، بل وربما فقدان المرضى أثناء المتابعة.
وأضافت أن إدراج الإيزيتيميب إلى جانب الستاتين مباشرة بعد الإصابة، يساهم في تجنّب عدد كبير من النوبات القلبية مستقبلاً.
- بيانات ضخمة تدعم التغيير
اعتمد الباحثون على بيانات من السجل الوطني السويدي لأكثر من 36,000 مريض تعرضوا لنوبات قلبية بين عامي 2015 و2022. وقد استخدموا نماذج إحصائية متقدمة تحاكي تجربة سريرية حقيقية، وأظهرت النتائج أن المرضى الذين بدأوا بالعلاج المزدوج في وقت مبكر حققوا انخفاضاً أسرع وأكبر في الكوليسترول الضار، مما انعكس إيجاباً على حالتهم الصحية العامة.
- آلاف النوبات القلبية يمكن تجنبها سنوياً
وفقاً لتحليل الدراسة، فإن تعميم هذا النهج العلاجي يمكن أن يمنع حوالي 133 نوبة قلبية في كل 10,000 مريض خلال ثلاث سنوات فقط، وفي المملكة المتحدة وحدها، حيث يتم تسجيل نحو 100,000 دخول إلى المستشفيات سنوياً بسبب النوبات القلبية، يمكن تجنّب حوالي 5,000 نوبة قلبية خلال عشر سنوات بتطبيق هذه الاستراتيجية العلاجية.
- العلاج المزدوج: فعّال، آمن، منخفض التكلفة
أشارت ليوسدوتر إلى أن التحفظ في استخدام العلاج المزدوج يرجع إلى غياب التوصيات الواضحة في الإرشادات الطبية الحالية، والخوف من الآثار الجانبية، ومع ذلك، فإن الإيزيتيميب دواء معروف بآثاره الجانبية القليلة، وسهل الحصول عليه في معظم البلدان وبتكلفة منخفضة.
- نتائج واقعية وتوصيات عالمية
تم بالفعل تطبيق خوارزمية علاج جديدة في مستشفى سكوانه الجامعي بالسويد بناءً على نتائج الدراسة، مما ساعد المرضى على تحقيق أهداف خفض الكوليسترول بشكل أسرع. وبعد شهرين من الإصابة، تمكن عدد مضاعف من المرضى من خفض الكوليسترول الضار إلى المستوى المطلوب مقارنةً بالسابق.
وتأمل الباحثة في أن تؤدي هذه النتائج إلى مراجعة الإرشادات الطبية عالمياً وتغيير الإجراءات في المستشفيات والمراكز الصحية، لضمان وصول المرضى إلى العلاج المناسب في الوقت المناسب.
- رؤية مستقبلية لإنقاذ الأرواح
صرّح البروفيسور كاوسيك راي من إمبريال كوليدج لندن بأن اعتماد العلاج المزدوج المبكر يمكن أن يحدث تحولاً كبيراً في رعاية المرضى، ويوفر على أنظمة الرعاية الصحية عبئاً مالياً هائلاً. فالعلاج الإضافي بالإيزيتيميب لا يكلف سوى 350 جنيهًا إسترلينياً سنوياً للمريض، وهو مبلغ زهيد مقارنةً بتكاليف علاج النوبات القلبية ومضاعفاتها طويلة الأمد.
المصدر: SciTechDaily.com
