logo yajnoub    

دور الجينات الوراثية في تطور السرطان واستجابته للعلاج

2025/04/15 - 10:09:16am   

كشفت دراسة علمية حديثة أن الجينات التي نرثها عند الولادة تلعب دورا أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقا في تشكيل السرطان، من حيث كيفية نشوء الأورام وتطورها، وصولاً إلى استجابتها للعلاج، هذا الاكتشاف يقلب التركيز من الطفرات المكتسبة إلى العوامل الوراثية الموروثة، ويمهد الطريق نحو رعاية صحية مخصصة فعليًا لكل مريض.
- الوراثة الخفية وتأثيرها على السرطان
قاد هذه الدراسة فريق دولي من الباحثين في كلية الطب إيكان في ماونت سيناي بالتعاون مع "اتحاد التحليل البروتيني للأورام السريرية" التابع للمعهد الوطني للسرطان (CPTAC)، وقد أظهرت النتائج أن المتغيرات الجينية الموروثة – المعروفة باسم "المتغيرات الجينية الجرثومية" – لها تأثير بالغ على نشاط آلاف البروتينات داخل الأورام السرطانية.
نُشرت هذه الدراسة في العدد الصادر بتاريخ 14 أبريل من مجلة Cell، واستندت إلى تحليل بيانات أكثر من 1000 مريض يعانون من عشرة أنواع مختلفة من السرطان. وأظهرت أن الحمض النووي الموروث يمكنه تحديد كيفية تطور السرطان وتصرفه داخل الجسم.
- نظرة على مجموعة CPTAC
شملت الدراسة 1064 فردا من أعراق جينية متنوعة، ما أضفى على النتائج دقة وتنوعا كبيرين، توزعت العينات الجينية بين الأصول الإفريقية، الأمريكية المختلطة، الآسيوية الشرقية، الأوروبية، والجنوب آسيوية، ما سمح بتحليل أوسع للتأثيرات الجينية الوراثية على أنواع متعددة من السرطان.
- إعادة تعريف مفهوم العلاج الشخصي للسرطان
تشير هذه النتائج إلى تحوّل جذري في فهمنا للسرطان. فعلى عكس المنهج السائد حاليا، والذي يركز على الطفرات الجينية داخل الورم، تقترح الدراسة أن يتم أيضا أخذ الخلفية الوراثية للفرد بعين الاعتبار، ما قد يحسن دقة التشخيص، وتقييم المخاطر، واختيار العلاجات الأنسب لكل حالة.
وصرّحت الدكتورة زينب غوموش، الأستاذة المساعدة في علم الوراثة بجامعة ماونت سيناي، قائلة:
"كل إنسان يحمل مجموعة فريدة من المتغيرات الجينية الموروثة، وهذه المتغيرات لا تبقى ساكنة، بل تساهم بنشاط في كيفية تشكّل الورم وتطوره واستجابته للعلاج."
- من الطفرات المكتسبة إلى الجينات الموروثة
على مدى سنوات، ركزت الأبحاث على الطفرات الجينية المكتسبة التي تحدث خلال حياة الإنسان، وتُعرف باسم "الطفرات الجسدية". إلا أن المتغيرات الجينية الموروثة تتفوق عليها عددا وتأثيرا، رغم أنها بقيت غير مفهومة بشكل كافٍ حتى الآن.
استخدم الباحثون تقنية حديثة تُعرف بـ "الببتيدوميكا الدقيقة" لتحليل أكثر من 330 ألف متغير وراثي يؤثر على بناء البروتينات ووظائفها داخل الخلايا السرطانية، وبهذا استطاعوا ربط هذه التغيرات الوراثية بتغيرات في نشاط البروتينات، وتعبير الجينات، وتفاعل الورم مع الجهاز المناعي.
- تفسير تفاوت سلوك السرطان بين المرضى
توضح هذه الدراسة كيف أن التغيرات الموروثة في الحمض النووي تفسر الاختلافات الكبيرة التي يلاحظها الأطباء في سلوك السرطان من مريض لآخر، سواء في سرعة الانتشار، أو الاستجابة للعلاج، أو حتى في طبيعة الأعراض.
ومع أن الدراسة استندت في معظمها إلى بيانات من أصول أوروبية، إلا أن الباحثين أكدوا على ضرورة إجراء أبحاث إضافية تشمل أعراقا متعددة لضمان تعميم النتائج.
- الطب الدقيق: النظر إلى المريض ككل
قالت الدكتورة "مايفيزي إيساي سيلفان"، المؤلفة الأولى المشاركة في الدراسة:
"هذا الاكتشاف يمثل خطوة كبرى نحو الطب الدقيق الذي لا يقتصر على الورم، بل ينظر إلى المريض بأكمله، بما في ذلك جيناته الوراثية."
فالجينوم الموروث يحدد منذ البداية نوعية الطفرات التي قد تظهر لاحقًا، ومدى عدوانية الورم، وكيفية استجابة جهاز المناعة له.
- تطبيقات مستقبلية واعدة
1. العلاج المناعي للسرطان:
يتعاون الباحثون حاليا مع "مراكز تحليل ورصد المناعة السرطانية" التابعة للمعهد الوطني للسرطان لفهم أسباب تفاوت الاستجابة للعلاج المناعي بين المرضى، ويُرجّح أن تكون للجينات الموروثة دور محوري في هذا التفاوت.
2. التنبؤ بخطر الإصابة بسرطان الرئة:
من خلال برامج مثل "اكتشافات صحة المليون" و"برنامج قدامى المحاربين"، يعمل الفريق على تطوير نماذج حاسوبية تتنبأ بخطر الإصابة بسرطان الرئة بناءً على الملف الوراثي للفرد. وقد يؤدي ذلك إلى تحسين الكشف المبكر وتقليل الوفيات.


المصدر:  SciTechDaily.com

 

دور الجينات الوراثية في تطور السرطان واستجابته للعلاج

أخبار ذات صلة

 

تابعونا


 








vast