logo yajnoub    

الدماغ يستخدم المايلين كمصدر للطاقة عند الحاجة

2025/04/16 - 05:35:16am   

عندما يتعرض الجسم لإجهاد بدني طويل الأمد، مثلا أثناء سباقات الماراثون، فإنه يبدأ في استخدام احتياطيات الطاقة المتاحة لديه بشكل متزايد، تشمل هذه الاحتياطيات الكربوهيدرات والدهون، ولكن دراسة جديدة تكشف عن حقيقة غير متوقعة: قد يبدأ دماغك في استخدام المايلين كمصدر للطاقة عندما تنفد المصادر الأخرى.
- دراسة تكشف دور المايلين في استجابة الدماغ للطاقة
أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة الباسك، CIC biomaGUNE، وIIS Biobizkaia أن الماراثونيين الذين يمارسون التمارين القوية لفترات طويلة قد يعانون من انخفاض مؤقت في مستويات المايلين في مناطق معينة من الدماغ، المايلين هو مادة دهنية تغلف الأعصاب في الدماغ وتعمل كعازل كهربائي، ويُعتقد أن فقدانها قد يؤثر على القدرة على الإحساس والحركة.
- كيف يحدث هذا؟
عند ممارسة التمارين المرهقة مثل الماراثون، يستنفد الجسم أولاً مخزون الجليكوجين (السكر المخزن) ثم يبدأ في تحويل الدهون إلى طاقة، بما أن المايلين يتكون أساسًا من الدهون، فقد استنتج الباحثون أن هذه الدهون قد تُستخدم كمصدر بديل للطاقة في حالات الإجهاد الأيضي الشديد.
- نتائج الدراسة: تراجع مؤقت في المايلين
في الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Metabolism، أجرى الباحثون تصويرا بالرنين المغناطيسي لعقول عشرة من المتسابقين في الماراثون قبل وبعد 48 ساعة من السباق، كما تم تصوير أدمغتهم بعد أسبوعين وشهرين من السباق لمتابعة التغيرات في مستوى المايلين، وقد أظهرت النتائج أن هناك انخفاضا مؤقتا في مستويات المايلين في 12 منطقة من المادة البيضاء في الدماغ، وهي مناطق متعلقة بالتنسيق الحركي والإحساس والدمج العاطفي، ومع مرور الوقت تعافت هذه المستويات بشكل كامل بعد شهرين من السباق.
- كيف يساعد هذا في علاج الأمراض العصبية؟
تسلط هذه الدراسة الضوء على أن الدماغ يمكنه التكيف مع إجهاد التمارين الشديد من خلال استخدام المايلين كوقود. وتفتح هذه الاكتشافات المجال لفهم أفضل للمتطلبات الطاقوية للدماغ، والتي قد تكون ذات فائدة في تطوير علاجات للأمراض التنكسية العصبية مثل التصلب المتعدد، حيث يؤدي تدمير المايلين إلى أضرار هيكلية وتدهور وظيفي.
- هل الماراثون ضار للدماغ؟
أوضح الباحثون أن ممارسة الماراثونات ليست ضارة للدماغ، على العكس.فإن استخدام المايلين كاحتياطي للطاقة يساهم في تحسين مرونة الأيض الدماغي ويساعد على تدريب "الآلات الأيضية" في الدماغ، وهذا يظهر أن التمارين الشاقة، بما في ذلك الجري لمسافات طويلة، قد تكون مفيدة لتطوير قدرة الدماغ على التكيف.
توضح هذه الدراسة أن الدماغ يمتلك مرونة مدهشة في استخدام المايلين كمصدر للطاقة أثناء التمارين الشديدة، وأن هذا الاكتشاف قد يكون له تطبيقات في علاج الأمراض العصبية المرتبطة بفقدان المايلين.


المصدر:  Sciencealert

 

الدماغ يستخدم المايلين كمصدر للطاقة عند الحاجة

أخبار ذات صلة