دراسة تكشف عن كميات هائلة من جزيئات البلاستيك الدقيقة في شرايين مرضى الجلطات الدماغية
كشفت دراسة طبية حديثة أن جزيئات البلاستيك الدقيقة، المعروفة باسم "الميكروبلاستيك"، وجزيئاتها الأصغر حجما "النانوبلاستيك"، ليست فقط موجودة في الهواء والماء والطعام، بل وجدت طريقها أيضًا إلى داخل أجسامنا – وتحديدًا في شرايين القلب والدماغ.
تقول الدراسة، التي عرضت في اجتماع جمعية القلب الأمريكية في بالتيمور، إن هذه الجزيئات البلاستيكية تتراكم داخل لويحات الشرايين التي تسد تدفق الدم، وتُعد من المسببات الرئيسية للجلطات القلبية والدماغية
- أرقام صادمة: البلاستيك في شرايين مرضى الجلطات أعلى بـ51 مرة
قاد الدكتور روس كلارك، الباحث في جامعة نيو مكسيكو، فريقًا من العلماء لتحليل تراكمات اللويحات الدهنية داخل الشرايين السباتية، وهي الشرايين الرئيسية التي تنقل الدم إلى الدماغ. النتائج كانت مذهلة:
في الأشخاص الأصحاء، وُجدت كميات قليلة من الميكروبلاستيك داخل الشرايين.
أما في مرضى الجلطات أو الذين تعرضوا لفقدان مؤقت في البصر، فقد كانت كمية البلاستيك أعلى بـ 51 مرة.
وقالت الدكتورة جيمي روس، عالمة الأعصاب في جامعة رود آيلاند، إن هذه الأرقام "صادمة"، مؤكدة أن ارتفاعًا بمقدار ثلاث مرات فقط في مثل هذه الدراسات يعتبر "مهمًا للغاية".
- تأثير البلاستيك على النشاط الجيني داخل الشرايين
واحدة من أكثر نتائج الدراسة إثارة للاهتمام كانت متعلقة بالنشاط الجيني داخل الخلايا المصابة، حيث لاحظ الباحثون أن الخلايا الموجودة في بيئة غنية بالبلاستيك أظهرت تغييرات في التعبير الجيني، تحديدا:
تعطيل جينات مكافحة الالتهاب في بعض خلايا المناعة.
اختلافات جينية في الخلايا الجذعية التي يُعتقد أنها تساهم في استقرار اللويحات ومنع الجلطات.
وأشار الدكتور كلارك إلى أن هذه النتائج تقدم لمحة أولية عن احتمال أن يكون للبلاستيك دور في تغيير وظائف الخلايا الحيوية، مؤكدًا الحاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الروابط.
- تحديات البحث ومخاوف التلوث
رغم أهمية النتائج، أشار فريق الدراسة إلى بعض التحديات المنهجية. فعند تسخين عينات اللويحات لتحليلها، قد تتحلل الدهون إلى مركبات شبيهة بالبلاستيك مثل البولي إيثيلين، وهو ما قد يربك القياسات.
لكن الفريق اتخذ تدابير صارمة للتأكد من إزالة الدهون قبل القياس، موضحًا أن الأساليب الحالية لا تزال في تطور مستمر.
- ماذا بعد؟ الحاجة إلى مزيد من الأبحاثد
يأمل الدكتور كلارك في الحصول على تمويل لمواصلة دراسته، بهدف استكشاف العلاقة بين الميكروبلاستيك وخلايا المناعة داخل جدران الأوعية الدموية. كما يخطط لتوسيع البحث ليشمل أجزاء أخرى من الجسم، بالإضافة إلى إجراء تجارب على الحيوانات لفحص العلاقة السببية بشكل أدق.
وأكد كلارك في ختام تصريحاته:
"ما نعرفه حتى الآن عن البلاستيك داخل الجسم البشري يمكن تلخيصه بجملة واحدة: إنه موجود، وعلينا أن نكتشف تأثيره الحقيقي."
المصدر: Sciencealert
