أصغر قلب صناعي مغناطيسي في العالم يُزرع لطفل عمره 7 سنوات
نجح أطباء في مدينة ووهان بوسط الصين في زراعة أصغر قلب صناعي مغناطيسي في العالم لطفل يبلغ من العمر سبع سنوات، مما يفتح آفاقا جديدة في علاج حالات فشل القلب الحاد لدى الأطفال.
الجهاز، الذي لا يتجاوز حجمه غطاء زجاجة ويزن 45 غراما فقط، يُعدّ طفرة تكنولوجية في عالم القلوب الصناعية، إذ يتمتع بخفة الوزن والدقة العالية، ما يجعله ملائما تماما لأجسام الأطفال الصغيرة.
التحدي: فشل القلب ونُدرة المتبرعين
تُعدّ حالات فشل القلب لدى الأطفال تحديا طبيا عالميا، إذ يُدخل حوالي 40,000 طفل سنويًا إلى المستشفيات في الصين وحدها، ويحتاج ما بين 7% إلى 10% منهم إلى عمليات زراعة قلب عاجلة. غير أن النقص الحاد في المتبرعين يجعل عدد عمليات زراعة القلب للأطفال سنويا لا يتجاوز المئة.
في هذا السياق، ظهرت الحاجة إلى حلول بديلة وفعّالة. وفي مايو 2024، تم تشخيص الطفل "جون جون" بفشل قلبي نهائي، لكن دمه النادر حال دون إيجاد متبرع مناسب، فضلًا عن تدهور حالته التنفسية وارتفاع خطر الإصابة بالعدوى.
- التكنولوجيا تنقذ الحياة: قلب صناعي مغناطيسي من الجيل الثالث
بعد مناقشات مستفيضة مع عائلة الطفل، قرر البروفيسور "دونغ نيانغوو" من مستشفى "الاتحاد" التابع لكلية الطب تونغجي بجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا، المضي قدمًا بزراعة قلب صناعي مغناطيسي تم تطويره خصيصا للأطفال.
وبحسب المستشفى، يبلغ قطر الجهاز 2.9 سنتيمتر ويعمل بسرعة تتراوح بين 1,500 إلى 3,600 دورة في الدقيقة، ما يسمح بالحفاظ على الدورة الدموية لدى المرضى صغار السن وضعيفي الوزن، ويُتيح للبطينين المتعبين الاستراحة بينما يستمر تدفّق الدم بطريقة آمنة وفعّالة.
- نتائج مبهرة بعد عملية جراحية دقيقة
استمرت الجراحة لمدة خمس ساعات، واستعاد الطفل تنفّسه الطبيعي في اليوم التالي مباشرة، ثم نُقل إلى وحدة العناية الخاصة بعد خمسة أيام فقط، مما يعكس فعالية الجهاز وسرعة التعافي الناتجة عنه.
تم تطوير هذا الجهاز بالتعاون مع شركة "Shenzhen Core Medical Technology" بعد ثلاث سنوات من البحث والتطوير، ليكون أول جهاز من نوعه مخصص للأطفال، وليس نسخة مصغرة من الأجهزة المخصصة للبالغين.
الجهاز مُصمم بعناية ليتوافق مع الخصائص التشريحية والفسيولوجية الفريدة للأطفال، مما يجعله خيارا مثاليا في حالات الفشل القلبي المتقدم.
- أمل جديد للأطفال المصابين بأمراض القلب
أفادت وسائل الإعلام الصينية أن هذا الابتكار يُمثل تقدمًا عالميا في مجال القلوب الصناعية المغناطيسية للأطفال، ويوفر حلا نوعيا لحالات فشل القلب النهائية التي تهدد حياة الآلاف من الأطفال حول العالم.
وقد صرّح البروفيسور دونغ أن الطفل يُظهر الآن مؤشرات حيوية مستقرة، مع نظرة مستقبلية واعدة للعلاج المستمر، ما يُؤكد أن هذا الإنجاز ليس فقط انتصارًا للطب الصيني، بل للبشرية جمعاء.
المصدر: interestingengineering
