logo yajnoub    

انفجار شمسي غير مسبوق في عام 2025

2025/05/16 - 07:54:54am    باسم عمور    

في صباح يوم 14 مايو 2025، شهدت الشمس انفجارا قويا يُعد الأضخم منذ بداية هذا العام، ومن الطرف الشرقي لقرص الشمس – أي الجهة اليسرى منها كما تُرى من الأرض – اندلعت منطقة البقع الشمسية النشطة رقم 4087 بتوهج شمسي ضخم من الفئة X2.7، وقد بلغت ذروته عند الساعة 08:25 بالتوقيت العالمي المنسق (UTC).
- تأثير مباشر على الأرض ولكن محدود
تسبّب هذا التوهج في انبعاث قوي لأشعة إكس وأشعة غاما، مما أدى إلى حدوث انقطاعات موجزة في الاتصالات اللاسلكية على الجانب النهاري من كوكب الأرض، ومع ذلك ووفقا لتقارير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA)، لا يُتوقّع أن يكون لهذا الحدث أي تأثيرات إضافية على الأرض.
- الفوهات الشمسية والتوهجات: دورة النشاط القصوى
يُعد التوهج الشمسي أحد أبرز الظواهر المرتبطة بالنشاط الشمسي المرتفع، وهو ناتج عن إعادة ارتباط خطوط الحقل المغناطيسي بعد انفصالها. أما القذف الكتلي الإكليلي (CME)، فهو يشبه "العطسة الشمسية"، حيث تطرد الشمس مليارات الأطنان من الجسيمات المشحونة إلى الفضاء بسرعة هائلة.
وتُعد هذه الظواهر شائعة الحدوث خلال ذروة النشاط الشمسي – وهي المرحلة الأكثر نشاطا في الدورة الشمسية البالغة 11 عامًا. ومن الجدير بالذكر أن أقوى توهج خلال هذه الدورة كان من الفئة X9.0 ووقع في أكتوبر 2024.
- التوهجات الشمسية وتأثيرها الأرضي
رغم أن التوهجات والقذوف الكتلية الإكليلية تحدث غالبا معا، إلا أن التأثير الذي يصل إلى الأرض يعتمد على شدة الانفجار واتجاهه، فعندما تنبعث التوهجات من أطراف قرص الشمس، فإنها تميل إلى تفادي كوكبنا، لكن الانفجارات التي تحدث من منتصف القرص الشمسي غالبا ما تتجه مباشرة نحونا، ما يؤدي إلى ظواهر ضوئية مبهرة مثل الشفقين القطبيين الشمالي والجنوبي.
- العواصف الجيومغناطيسية: احتمالات وتأثيرات
عندما تصطدم قذيفة كتلية إكليلية بالغلاف المغناطيسي للأرض، فإننا نُطلق على ذلك اسم "عاصفة جيومغناطيسية"، والتي يمكن أن تُحدث اضطرابات ملحوظة في أنظمة الكهرباء والملاحة والاتصالات وحتى الأقمار الصناعية. وعلى الرغم من أن توهج 14 مايو من الفئة X2.7 لن يسبب عاصفة من هذا النوع، إلا أن النشاط الشمسي لا يزال مرتفعا.
- البقعة الشمسية AR 4087 ... سلوك نشط ومتصاعد
لم يقتصر نشاط البقعة الشمسية AR 4087 على التوهج X2.7 فحسب، بل أطلقت أيضا أربعة توهجات إضافية في نفس اليوم من فئات M5.2، M1.2، M7.5، وM4.6، وهي توهجات تُصنف بدرجة أقل من فئة X ولكنها تبقى معتدلة القوة. ويُعد هذا السلوك طبيعيا خلال ما يُعرف بـ"الذروة الشمسية"، وهي الفترة التي تنعكس فيها الأقطاب المغناطيسية للشمس، وتترافق مع ازدياد ملحوظ في أعداد البقع الشمسية والتوهجات والانفجارات الإكليلية.
- هل تقترب نهاية الذروة الشمسية؟
أعلنت كل من وكالة ناسا، وNOAA، ولجنة توقعات الدورة الشمسية عن بلوغ الذروة الشمسية في أكتوبر 2024، ويبدو أن النشاط بدأ يتراجع بعد مرور أكثر من ستة أشهر، إلا أن الشمس لا تزال تُظهر علامات "حيوية مغناطيسية" ملفتة.
- هل سنشهد المزيد من التوهجات؟
تدور الشمس في اتجاه عكس عقارب الساعة، مما يعني أن البقعة AR 4087 تتجه تدريجيا نحو مركز قرص الشمس، ما يجعلها في وضع أكثر ملاءمة لإطلاق توهجات موجهة مباشرة نحو الأرض، وفي حال حدوث ذلك، قد نشهد مشاهد شفق قطبي مذهلة، وربما نشاطا مغناطيسيا يُثير انتباه العلماء وعشاق الفلك على حد سواء.
تُذكّرنا هذه الظواهر بمدى تعقيد وحيوية نجمنا المركزي، وتُحفّزنا على مواصلة مراقبة الشمس والتأهب للتغيرات التي قد تنعكس على كوكبنا، فلنأمل في سماء صافية، وقذوف شمسية غير ضارة، وشفق قطبي يضيء ليالينا بألوان لا تُنسى.


المصدر:   Sciencealert

 

 انفجار شمسي غير مسبوق في عام 2025

أخبار ذات صلة

 

تابعونا