وكالة الفضاء الأوروبية تُشيّد مرصداً فضائياً عملاقاً للاستماع إلى الكون المظلم

2025/06/23 - 04:36:43am باسم عمور

أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) بالتعاون مع شركة OHB System AG عن إطلاق مشروع LISA (اختصارا لـ Laser Interferometer Space Antenna)، وهو أول مرصد فضائي في العالم مُصمم خصيصا لرصد موجات الجاذبية من أعماق الكون.
- شراكة علمية وصناعية لبناء مرصد LISA
في السابع عشر من يونيو 2025، وقعت ESA وOHB اتفاقا رسميا خلال معرض باريس الدولي للطيران لبدء تطوير البنية الصناعية لمشروع LISA، وبموجب هذا العقد، ستقود شركة OHB العمل على تصميم وبناء المركبات الفضائية الثلاث التي ستحلق بتشكيل مثلثي على بُعد 2.5 مليون كيلومتر بين كل مركبة والأخرى.
- نافذة جديدة على أسرار الكون المظلم
صرّحت كيارا بيديرسولي، الرئيسة التنفيذية لشركة OHB، قائلة: "نفخر بأن نحظى بثقة ESA والمجتمع العلمي لتنفيذ هذه المهمة العلمية الرائدة. من خلال LISA، سنتمكن من 'ركوب موجات الجاذبية' ورؤية الكون بعيون جديدة تماما."
من جهتها، أضافت البروفيسورة كارول مانديل، مديرة العلوم في وكالة الفضاء الأوروبية:
"مشروع LISA هو تتويج لسنوات من تطوير التكنولوجيا المتقدمة ودعم علمي متواصل من الدول الأعضاء في الوكالة، إنه إنجاز هندسي وعلمي يضع أوروبا في صدارة استكشاف أسرار الكون.
- ما هي LISA؟ وماذا ستكشف لنا؟
تتكوّن بعثة LISA من ثلاث مركبات فضائية تدور خلف الأرض في مدارها حول الشمس، على شكل مثلث متساوي الأضلاع يمتد لأكثر من 2.5 مليون كيلومتر بين كل جانب. هذه المسافة الهائلة تعادل أكثر من ستة أضعاف المسافة بين الأرض والقمر، وهي ما يجعل LISA فريدة من نوعها.
من هذا الموقع الفضائي الفريد، ستتمكن LISA من التقاط موجات جاذبية منخفضة التردد، لا يمكن رصدها من الأرض، والتي تنشأ عن أحداث كونية هائلة مثل اندماج الثقوب السوداء العملاقة أو التصادمات النجمية في المراحل الأولى من عمر الكون.
- الهندسة الدقيقة: تكنولوجيا تفوق الخيال
كل مركبة فضائية ستحتوي على مكعبين من الذهب والبلاتين (بحجم أصغر من مكعب روبيك)، يطفوان بحرية داخل حجيرات معزولة تماما عن أي مؤثر خارجي.
عندما تمر موجات الجاذبية، فإنها ستُحدث تغيرات طفيفة جدًا في المسافات بين هذه المكعبات عبر المركبات الثلاث.
وسيتم قياس هذه التغيرات باستخدام تقنية فائقة الحساسية تُعرف بـتداخل الليزر، حيث تُطلق أشعة ليزر بين المركبات الثلاث وتُحلل التداخلات الناتجة للكشف عن تقلبات تبلغ أجزاء من المليار من المليمتر، أي أدق من قطر ذرة الهيليوم.
- الإطلاق المخطط له في عام 2035
من المقرر أن يتم إطلاق المركبات الثلاث عام 2035 باستخدام صاروخ Ariane 6 الأوروبي، ما يمثل إنجازا علميا وتقنيا غير مسبوق.
- تعاون عالمي لبناء مرصد LISA
مشروع LISA هو ثمرة تعاون دولي واسع النطاق، بقيادة ESA، وبمشاركة:
الولايات المتحدة (NASA)
دول أوروبية عديدة تشمل: ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، إيطاليا، سويسرا، بلجيكا، هولندا، الدنمارك، جمهورية التشيك، وإسبانيا.
ويشمل التعاون تطوير أدوات بالغة الدقة مثل:
الكتل الاختبارية الحرة الطافية من إيطاليا وسويسرا
أنظمة قياس التغيرات الدقيقة من ألمانيا، المملكة المتحدة، فرنسا، هولندا، بلجيكا، والدنمارك
نظام تشخيص علمي متقدم تقدمه إسبانيا لرصد بيئة أداء المركبة بدقة فائقة.
- أهمية LISA في علم الفلك الحديث
ستمكننا LISA من:
فهم كيف تنمو وتندمج الثقوب السوداء العملاقة عبر الزمن الكوني
دراسة طبيعة الجاذبية واختبار حدود قوانين الفيزياء الحالية
قياس معدل توسّع الكون بدقة غير مسبوقة
تحليل آلاف الأنظمة النجمية الثنائية داخل مجرتنا واكتشاف أسرار تطورها.