logo yajnoub    

العلماء يكشفون سر البقعة الباردة جنوب غرينلاند

2025/06/28 - 06:05:19am    باسم عمور    

تمكن العلماء أخيرا من حل لغز طال أمده يتعلق بوجود بقعة باردة غير متوقعة في المحيط الأطلسي جنوب غرينلاند، والتي أُطلق عليها اسم "ثقب الاحترار في شمال الأطلسي"، على الرغم من الارتفاع المستمر في درجات حرارة مياه المحيطات عالمياً، فقد شهدت هذه المنطقة انخفاضاً في الحرارة بمقدار يصل إلى 0.3 درجة مئوية خلال القرن الماضي. يكشف هذا التقرير عن السبب وراء هذه الظاهرة التي حيرت العلماء لسنوات، وهو مرتبط بتباطؤ تيارات المحيط.
- ظاهرة ثقب الاحترار في شمال الأطلسي
تشير التسمية الغريبة إلى منطقة تعاني من تبريد غير معتاد في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية. هذا "الثقب" البارد يمثل استثناءً فريداً، حيث انخفضت درجات حرارة سطح البحر فيه، خلافاً للاتجاه العام لارتفاع حرارة المحيطات، ويقع هذا الثقب تحديدا جنوب غرينلاند، ما يجعله موقعا محوريا لفهم التغيرات المناخية وتأثيرها.
- دور التيارات المحيطية في التبريد الغريب
بفضل تحليل بيانات درجات الحرارة والملوحة في المحيطات، تمكن الباحثون من ربط التبريد الغريب بتباطؤ دورة تدفق التيار الأطلسي المحوري (Atlantic Meridional Overturning Circulation – AMOC). هذه الدورة تعد جزءا رئيسيا من نظام المناخ العالمي، حيث تنقل كميات هائلة من الماء الدافئ والبارد بين المحيطات، وتؤثر بشكل مباشر على مناخ أوروبا وأمريكا الشمالية.
تعتبر الدورة AMOC ذات أهمية قصوى لأنها تؤثر على أنماط الطقس، مثل هطول الأمطار والرياح في القارة الأوروبية، فضلاً عن تأثيرها على النظم البيئية البحرية التي تعتمد على استقرار درجات الحرارة والملوحة.
- البحث العلمي وراء الاكتشاف
لم تتجاوز فترة المراقبة المباشرة للتيار AMOC 20 عاما فقط، لذا استخدم الفريق البحثي بيانات تاريخية عن درجات الحرارة والملوحة، التي ترتبط بسرعة التيارات، لاستنتاج سلوك التيار خلال القرن الماضي. كما تم الاعتماد على 94 نموذجا محيطيا مختلفا لتقييم التغيرات ومقارنتها مع الملاحظات الواقعية.
أكدت النماذج التي أخذت في الحسبان تباطؤ التيارات أنها الوحيدة التي تطابقت مع بيانات التبريد الحقيقية، مما عزز من صحة النظرية العلمية التي تربط بين التباطؤ في التيار وظاهرة "ثقب الاحترار".
- تداعيات تباطؤ التيار الأطلسي
يشير هذا الاكتشاف إلى أن تباطؤ AMOC ليس مجرد ظاهرة محلية، بل له آثار واسعة على المناخ العالمي، إذ يمكن أن يؤدي إلى تغيرات كبيرة في الطقس الأوروبي، وتأثيرات سلبية على التنوع البيولوجي البحري.
يُعتقد أيضًا أن التيار قد يضعف بنسبة لا تقل عن 20% بحلول عام 2100، مما يثير مخاوف من احتمال انهياره، وهو ما قد يؤدي إلى آثار كارثية على النظام المناخي العالمي. ورغم هذا، يبقى السؤال محصورًا حول مدى شدة هذه الآثار وسرعة حدوثها، ومدى قدرة البشرية على التكيف معها.


المصدر:   موقع Live Science

 

 العلماء يكشفون سر البقعة الباردة جنوب غرينلاند

أخبار ذات صلة

 

تابعونا