علماء روس يطلقون تجربة فريدة باستخدام جرذان مزروعة بشرائح عصبية في طبقة الستراتوسفير
قام فريق من الباحثين الروس في مختبر Neiry للتكنولوجيا الحيوية بإرسال خمسة جرذان مزروعة بشرائح عصبية إلى طبقة الستراتوسفير، على ارتفاع بلغ 18 كيلومترًا فوق سطح الأرض، وذلك باستخدام منطاد خاص صُمم لتوفير بيئة مراقبة دقيقة.
- دراسة استجابة الدماغ المزروع في ظروف قاسية
تركز هذه التجربة على دراسة كيفية تكيف الدماغ المزروع بواجهة عصبية في بيئة جوية غير اعتيادية تتسم بانخفاض الضغط، والتغيرات الحادة في درجات الحرارة، وارتفاع مستويات الإشعاع، وهي ظروف تُحاكي بيئات الفضاء الخارجي.
تمت التجربة على متن منطاد Space Pi، حيث وضعت الجرذان داخل كبسولات مغلقة بإحكام ومجهزة بأنظمة دعم الحياة، شملت التحكم في درجة الحرارة، والضغط الجوي، وتركيبة الهواء، إلى جانب استخدام أنظمة مراقبة بالفيديو والقياس عن بعد لمتابعة الحالة الصحية والسلوكية للجرذان أثناء الرحلة.
- انطلاق الرحلة من ياروسلافل وهبوطها في غابة
انطلقت الرحلة في الساعات الأولى من الصباح من منطقة ياروسلافل الواقعة شمال شرقي موسكو، واستغرقت حوالي 90 دقيقة، قبل أن يهبط المنطاد في منطقة غابية تبعد نحو 80 كيلومترا عن موقع الإطلاق.
- مراقبة دقيقة لاستجابة الدماغ للذكاء الاصطناعي
خلال الرحلة، أجرى العلماء اختبارات على عمل الواجهات العصبية المتصلة بأنظمة ذكاء اصطناعي مزروعة داخل أدمغة الجرذان. وراقب الفريق كيفية تفاعل الدماغ مع الظروف البيئية القاسية، مثل الإشعاع المرتفع، وتغير درجات الحرارة بشكل مفاجئ، وقوى التسارع الناتجة عن التحليق، إلى جانب المساحة المحدودة التي تؤثر على السلوك الحركي.
- نتائج مشجعة تفتح آفاقا جديدة في التكنولوجيا الحيوية
أظهرت نتائج التجربة عدم وجود أي تأثيرات سلبية على صحة الجرذان، وهو ما اعتُبر مؤشرًا إيجابيا على قدرة الدماغ المزروع بشرائح عصبية على التكيف مع البيئات الصعبة. وتعد هذه النتائج خطوة حاسمة في تطوير واجهات دماغية ذكية يمكن الاعتماد عليها في التطبيقات المستقبلية ذات الطابع الحرج.
- تصريحات Neiry: الواجهات العصبية ستخدم مستقبل البشر
علق ألكسندر بانوف، مؤسس مجموعة شركات Neiry، على نتائج التجربة بقوله: "نحن نؤمن أن الواجهة العصبية المتصلة بالذكاء الاصطناعي ستصبح في المستقبل القريب أداة لا غنى عنها للبشر، خصوصًا في الوظائف ذات المسؤوليات العالية مثل الطيارين ورواد الفضاء. ومن هنا تأتي أهمية هذه الاختبارات المبكرة لضمان جاهزية التكنولوجيا للاستخدام البشري الحقيقي".
- خطوة واعدة نحو دمج التكنولوجيا بالقدرات البشرية
تمثل هذه التجربة علامة فارقة في مسيرة تطور التقنيات العصبية، وتؤكد أن العالم بات يقترب من مرحلة الدمج العملي بين الإنسان والآلة من خلال واجهات ذكية قابلة للتكامل الحيوي. كما تساهم هذه التجارب في دفع حدود البحث العلمي نحو علاجات عصبية جديدة، وتطوير تطبيقات ذكية في مجالات الطب، والأمن، والفضاء.
المصدر: Naukatv.ru
