logo yajnoub    

تقنيات الاسترخاء: هل تخفض ضغط الدم دائما أم مؤقتا؟

2025/04/09 - 09:59:59am   

أظهرت دراسة تحليلية موسعة نُشرت في مجلة BMJ Medicine أن تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا، التأمل، والتنفس العميق قد تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع – ولكن على المدى القصير فقط، في حين تشير النتائج إلى فائدة مبدئية، إلا أن غياب الأدلة طويلة الأجل وجودة الدراسات المحدودة تجعل من الصعب الجزم بفعالية هذه الأساليب على المدى البعيد.

الاسترخاء يهدئ الجسم ... ولكن إلى متى؟

رغم أن تقنيات الاسترخاء أظهرت خفضاً بسيطاً في ضغط الدم في غضون ثلاثة أشهر، إلا أن الفائدة طويلة الأجل لا تزال غير مؤكدة، وأوضح الباحثون أن كثيراً من الدراسات المستخدمة في التحليل تعاني من انحياز كبير وضعف في التصميم، ما يستدعي ضرورة إجراء أبحاث مستقبلية أكثر صرامة ودقة.

ضغوط الحياة والبحث عن بدائل للعلاج الدوائي

يصيب ارتفاع ضغط الدم نحو ثلث البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عاماً، ويُعد سبباً رئيسياً للوفاة لدى الجنسين، ورغم توافر الأدوية، إلا أن الالتزام بها لا يزال تحدياً لكثيرين، مما دفع إلى الاهتمام المتزايد بالعلاجات البديلة، لا سيما تقنيات إدارة التوتر.

ما هي تقنيات الاسترخاء المعتمدة في الدراسة؟

حلل الباحثون 182 دراسة منشورة حتى فبراير 2024، ركزت 166 منها على ارتفاع ضغط الدم (140/90 مم زئبق فأكثر)، و16 دراسة على ضغط الدم المرتفع قليلاً (120/80 فأكثر)، وشملت التقنيات:
التحكم في التنفس
التأمل الذهني
اليوغا والتاي تشي
الارتجاع البيولوجي
الاسترخاء التدريجي للعضلات
العلاج النفسي
الموسيقى العلاجية

انخفاض ضغط الدم حسب كل تقنية

أظهرت نتائج التحليل المجمع أن التقنيات المختلفة ساهمت بخفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وكان متوسط الانخفاض كما يلي:

الأدلة على المدى الطويل لا تزال ضعيفة

لم تشمل معظم الدراسات فترات متابعة تتجاوز 12 شهراً، وحتى تلك التي فعلت، أظهرت نتائج غير مؤكدة. على سبيل المثال، أظهرت تقنية التدريب الذاتي (autogenic training) قدرة محتملة على خفض ضغط الدم بعد سنة، لكن مستوى الثقة في النتائج كان منخفضاً.
أما تقنيات مثل الارتجاع البيولوجي والاسترخاء التدريجي للعضلات، فلم تُظهر أي فعالية تُذكر بعد مرور ثلاثة إلى 12 شهراً، بسبب محدودية البيانات وجودتها الضعيفة.

فجوات معرفية ومخاوف بحثية

يشير الباحثون إلى أن وصف تقنيات الاسترخاء في الدراسات كان غير كافٍ في كثير من الحالات، كما أن البيانات المتعلقة بالتكلفة والجدوى الاقتصادية نادرة، ولم توفّر معظم الدراسات معلومات عن مخاطر أمراض القلب أو الوفيات المرتبطة بضغط الدم.

نتائج واعدة ولكن غير حاسمة

أكد الباحثون أن نتائج التحليل تُظهر تأثيرات محتملة لتقنيات الاسترخاء في خفض ضغط الدم خلال الأشهر الثلاثة الأولى، لكنهم في الوقت ذاته حذروا من وجود مخاطر انحياز في الدراسات الأساسية، واحتمال وجود تحيز في النشر، إلى جانب دقة محدودة في تقديرات التأثير.
وقالوا:
"قد تكون التغيرات الملحوظة في ضغط الدم صغيرة جداً لتُحدث فرقاً ملموساً في الوقاية من أمراض القلب أو الدماغ."

الضغط المزمن يتطلب تغييرات طويلة الأمد

أكد الباحثون أن ارتفاع ضغط الدم هو حالة مزمنة غالباً ما تتطلب علاجاً دوائياً دائماً أو تغييرات سلوكية مستدامة. لذا، فإن الاعتماد على تدخلات قصيرة الأجل أو ذات فعالية مؤقتة قد لا يكون كافياً سريرياً.
وأشاروا إلى أن عدد الدراسات التي تتبعت المشاركين على مدى أطول من ثلاثة أشهر قليل جداً، لذلك يُوصى بأن تتضمن الدراسات المستقبلية تفاصيل دقيقة حول مدى التزام المشاركين بممارسة تقنيات الاسترخاء حتى وقت التقييم النهائي، لأن ذلك قد يكون عاملاً حاسماً في تحديد فعاليتها.


المصدر:  SciTechDaily.com

 

تقنيات الاسترخاء: هل تخفض ضغط الدم دائما أم مؤقتا؟

أخبار ذات صلة