logo yajnoub    

دراسة جديدة تكشف مصدر السعادة الحقيقي

2025/04/13 - 07:04:40am   

كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الحيوانات الأليفة – كالكلاب والقطط – تمنح أصحابها سعادة نفسية تضاهي أو حتى تتجاوز تلك التي يحققها الزواج أو الحصول على دخل مالي مرتفع، فهل يمكن أن تكون رفقة حيوان أليف أغلى من المال وأقوى من الارتباط العاطفي؟

رفقة الحيوانات الأليفة: قيمة عاطفية تفوق المال والزواج

أجرى باحثون اقتصاديون من جامعة كينت البريطانية دراسة شاملة تناولت تأثير امتلاك الحيوانات الأليفة على رضا الإنسان عن حياته، وقد بيّنت نتائج الدراسة، التي شملت 2500 عائلة بريطانية، أن وجود حيوان أليف في المنزل ارتبط بزيادة الرضا عن الحياة بمقدار 3 إلى 4 درجات على مقياس يتراوح بين 1 و7.
وهذه الزيادة تماثل تماما الفوائد النفسية التي يحققها الإنسان من خلال الزواج أو من خلال الحصول على زيادة مالية سنوية ضخمة تبلغ 70 ألف جنيه إسترليني، أي نحو 91 ألف دولار أمريكي.

الزواج مقابل الانفصال: كم تساوي سعادتك؟

أوضحت الدراسة أن الزواج يعادل قيمة مالية تقدر بـ70 ألف جنيه إسترليني سنويا من حيث الرضا عن الحياة، بينما يعادل الطلاق أو الانفصال خسارة نفسية تُقدر بـ170 ألف جنيه إسترليني سنويا، أي ما يقارب 222 ألف دولار.

فكرة الدراسة: هل يمكن تسعير الحب والرفقة؟

الدكتورة أديلينا غشواندنر، المؤلفة الرئيسية للدراسة، صرّحت لصحيفة "التايمز" بأن فكرتها انطلقت من دراسة سابقة قدّرت قيمة الصداقة الإنسانية بمردود مالي، وقالت: "إذا كان بالإمكان وضع قيمة مالية لرفقة الأصدقاء، فلماذا لا تُقدّر رفقة الحيوانات الأليفة؟".
وأضافت: "الكثيرون يعتبرون حيواناتهم الأليفة كأفراد من العائلة، بل وأفضل الأصدقاء. لذا فإن تقدير تأثيرها النفسي بقيمة 70 ألف جنيه ليس بعيدا عن الواقع".

الفوائد الصحية لامتلاك الحيوانات الأليفة

لا تقتصر فوائد الحيوانات الأليفة على الجانب النفسي فقط، بل تمتد لتشمل الصحة الجسدية كذلك. فمثلاً، يميل مالكو الكلاب الذين يخرجون معها في نزهات منتظمة إلى التمتع بصحة قلبية وعائية أفضل، أما تربية القطط، فقد ثبت أنها تقلل من فرص إصابة الأطفال، خصوصًا المعرضين للحساسية، بأمراض مثل الربو والتهاب الأنف التحسسي.
كما أن مجرد مداعبة الحيوان الأليف تقلل من مستويات هرمون التوتر "الكورتيزول"، مما يساهم في تقليل ضغط الدم والتخفيف من أعراض الاكتئاب السريري

انعكاسات الدراسة على السياسات الصحية والاجتماعية

أكدت الدكتورة غشواندنر أن نتائج الدراسة تعزز أهمية الحيوانات الأليفة كعوامل داعمة للصحة النفسية والاجتماعية، وتفتح الباب أمام دمج هذا المفهوم ضمن السياسات الصحية، وأضافت: "هذه النتائج تقدم إجابة واضحة: نعم، الحيوانات الأليفة لها تأثير كبير ومثبت على رفاهيتنا. ومن شأن هذه البيانات أن تُستخدم لتطوير برامج دعم نفسي تعتمد على رفقة الحيوانات كوسيلة فعّالة لتحسين جودة الحياة".

السعادة قد تكون أقرب مما نتصور

في عالم يسعى فيه الناس خلف المال والعلاقات الاجتماعية لتحقيق السعادة، تثبت هذه الدراسة أن الحل قد يكون ببساطة في تبنّي حيوان أليف يمنحك الحب غير المشروط والراحة النفسية العميقة. فربما، لا تحتاج إلى مال أو شريك حياة لتشعر بالرضا... فقط إلى صديق وفيّ بأربعة أرجل.


المصدر:  إندبندنت

 

دراسة جديدة تكشف مصدر السعادة الحقيقي

أخبار ذات صلة

 

تابعونا