logo yajnoub    

علاج مناعي جديد يبطئ نمو أكثر سرطانات الدماغ عدوانية

2025/06/02 - 05:08:00am    باسم عمور    

كشفت دراسة بحثية جديدة أن استخدام علاج مناعي بخلايا CAR T يستهدف بروتينين في الوقت ذاته أظهر نتائج مبشرة في إبطاء نمو الورم الأرومي الدبقي (GBM)، وهو أحد أكثر أورام الدماغ عدوانية وسرعة في النمو. حيث أظهر هذا العلاج التجريبي انخفاضا في حجم الورم لدى نحو ثلثي المرضى الذين تلقوه.
رغم أن بيانات البقاء على قيد الحياة لا تزال قيد الجمع، فإن عددا من المرضى عاشوا 12 شهرا أو أكثر بعد تلقي العلاج، وهو ما يُعد أمرا لافتا نظرا لأن متوسط البقاء لهؤلاء المرضى عادةً أقل من عام.
نتائج مشجعة من دراسة سريرية عرضت في ASCO ونُشرت في Nature Medicine
قُدمت هذه النتائج ضمن الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO 2025)، كما نُشرت في مجلة Nature Medicine من قبل باحثين من مركز إبرامسون للسرطان التابع لجامعة بنسلفانيا وكلية بيرلمان للطب.
تُبني هذه النتائج على تقرير أولي مشجع من نفس التجربة السريرية (المرحلة الأولى)، نُشر العام الماضي، بالإضافة إلى نتائج مماثلة توصل إليها باحثون آخرون في الولايات المتحدة.
- الورم الأرومي الدبقي: عدو شرس لا يرحم
الورم الأرومي الدبقي (GBM) هو أكثر سرطانات الدماغ شيوعا وفتكا لدى البالغين، ورغم عقود من البحث المكثف، فإن متوسط العمر المتوقع بعد التشخيص يتراوح بين 12 إلى 18 شهرًا فقط، ويعود الورم للظهور مجددا لدى معظم المرضى حتى بعد علاج مكثف. أما في حالة تكرار المرض، فيتراوح متوسط البقاء من 6 إلى 10 أشهر فقط.
قال الدكتور ستيفن باجلي، الأستاذ المساعد في اختصاصي الدم والأورام العصبية، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة:
"رؤية تقلص في أورام GBM المتكررة أمر غير اعتيادي، حيث أن علاجات المناعة السابقة لم تتمكن من إحداث هذا التأثير. لقد غيّر العلاج مسار المرض بشكل واضح، وهو ما يُعتبر إنجازا مهما لهؤلاء المرضى."
- خلايا CAR T ذات الهدف المزدوج: تصميم دقيق لعلاج معقد
تعتمد تقنية خلايا CAR T على إعادة برمجة الخلايا المناعية الخاصة بالمريض لمهاجمة السرطان، ورغم أن هذه التقنية أثبتت نجاحها الكبير في سرطانات الدم، فإن فعاليتها كانت محدودة في الأورام الصلبة مثل سرطان الدماغ.
في هذه الدراسة، استخدم الباحثون خلايا CAR T تستهدف بروتينين شائعين في أورام الدماغ: مستقبل عامل النمو البشري (EGFR) والمستقبل α2 للإنترلوكين 13 (IL13Rα2)، وقد أُعطيت هذه الخلايا مباشرةً داخل السائل الدماغي الشوكي لضمان وصولها إلى الورم.
وقد طوّر هذا النوع الفريد من العلاج الدكتور دونالد أورورك، أستاذ جراحة الأعصاب ومدير مركز التميز في أبحاث الورم الأرومي الدبقي بجامعة بنسلفانيا، والذي شارك كمستشار علمي في الدراسة.
- استجابة مؤقتة لدى معظم المرضى ... لكنها مشجعة
ضمت الدراسة 18 مريضا يعانون من GBM متكرر، خضع هؤلاء المرضى لجراحة لإزالة أكبر قدر ممكن من الورم، ثم تلقوا علاج CAR T الموجه داخل السائل الشوكي.
أظهرت النتائج أن حجم الورم تقلص في 8 من أصل 13 مريضا (62%) ممن تبقّى لديهم على الأقل 1 سم من الورم بعد الجراحة. رغم أن الورم عاد للنمو خلال شهر إلى ثلاثة أشهر لدى معظم المرضى، فإن هناك مؤشرات مشجعة للغاية:
اثنان من المرضى (11%) ما زالا على قيد الحياة مع استقرار المرض لأكثر من ستة أشهر.
من بين 7 مرضى خضعوا للمتابعة لمدة 12 شهرا على الأقل، ظل 3 منهم (43%) على قيد الحياة بعد عام.
أحد المرضى لم يسجل أي نمو في الورم لأكثر من 16 شهرا، رغم أن مرضه كان في حالة متقدمة جدًا عند بدء العلاج.
- تأثيرات مناعية مستمرة بعد العلاج
أشارت التحاليل إلى أن العلاج بقي نشطا في الجهاز المناعي لبعض المرضى لفترة طويلة بعد الحقن، ففي حالة أحد المرضى الذين خضعوا لجراحة ثانية بسبب عودة الورم، أظهرت التحاليل أن الخلايا التائية ما تزال موجودة داخل الورم، وأنها اجتاحت النسيج السرطاني وشارك في التخلص منه نوع من الخلايا المناعية يُدعى البالعات (macrophages).
كما لوحظ وجود إشارات مناعية مشابهة في عينات السائل الشوكي لدى مرضى آخرين، بما في ذلك مريض واحد ما تزال لديه خلايا CAR T نشطة في السائل الشوكي بعد مرور عام على العلاج.
قال الدكتور أورورك: "هذه النتائج تؤكد أننا على الطريق الصحيح باستخدام هذا العلاج المزدوج، وأن لدينا نموذجا جيدا يمكن تطويره للوصول إلى نتائج أفضل، حتى فترات الاستقرار المؤقت تحسّن جودة حياة المريض بشكل كبير."
- الخطوة التالية: تجارب سريرية بجرعات متعددة
في المرحلة التالية من الدراسة، يخطط الفريق لتقديم جرعات متعددة من العلاج للمرضى، لمعرفة ما إذا كانت الجرعات المتكررة تطيل مدة الاستجابة قبل عودة الورم للنمو.
ورغم ظهور سمية عصبية من الدرجة الثالثة لدى 10 من أصل 18 مريضا (56%)، فإن الآثار الجانبية كانت متوقعة وشبيهة بتلك التي تُسجل مع العلاجات المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA)، وتمت إدارتها بنجاح، مما يعني أن العلاج آمن وقابل للتطبيق.
وبناءً على هذه النتائج، حدد الباحثون الحد الأقصى للجرعة التي يمكن اعتمادها في التجارب السريرية المقبلة، والتي ستُجرى أولًا على المرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا بـ GBM.
قال الدكتور باجلي: "عندما يتكرر الورم الأرومي الدبقي، يصبح التعامل معه أصعب بكثير، ويكون المريض قد استنفد طاقته. لذا فإن تقديم هذا العلاج في وقت مبكر قد يجعل السرطان أكثر هشاشة أمام العلاج، ما يمنحنا فرصة أكبر لتحقيق نتائج ملموسة."


المصدر:   Sciencealert

 

   علاج مناعي جديد يبطئ نمو أكثر سرطانات الدماغ عدوانية

أخبار ذات صلة

 

تابعونا