صخور إيران المطوية: الأعجوبة الجيولوجية الملونة عند تقاطع آسيا وأوروبا
تقع صخور إيران المطوية في شمال غرب البلاد، ضمن سلسلة جبال ألاداغلار، إلى الجنوب الغربي من بحر قزوين. هذه التشكيلات الجبلية تُعتبر امتداداً لسلسلة جبال القوقاز الكبرى، والتي تمتد أيضًا على طول الحدود بين روسيا وجورجيا وأذربيجان.
الاسم: صخور جبال ألاداغلار المطوية
الموقع: شمال غرب إيران
الإحداثيات الجغرافية: 37.126276° شمالا، 47.619300° شرقا
السبب في تميزها: المشهد الطبيعي يبدو وكأنه "مُجعد" أو "مطوي" عند رؤيته من الأعلى
- كيف تشكلت هذه الصخور المطوية؟
تعود أصول هذه الصخور المذهلة إلى ملايين السنين، حين تصادمت الصفيحة التكتونية العربية مع صفيحة أوراسيا. هذا التصادم الهائل أدى إلى انضغاط طبقات سميكة من الصخور الرسوبية، مما نتج عنه طيات كبيرة ومميزة في القشرة الأرضية.
ووفقا لوكالة ناسا، فإن "تصادم الصفائح التكتونية بين أوراسيا والعربية على مدار ملايين السنين قد ضغط هذه الطبقات الصخرية الملونة، مطويًا إياها بشكل واضح في التكوينات الجبلية."
التوقيت الزمني لتصادم الصفائح
رغم إجماع العلماء على حدوث هذا التصادم، إلا أن توقيته لا يزال موضع جدل. بعض التقديرات تشير إلى أنه وقع منذ حوالي 10 ملايين سنة، بينما تشير تقديرات أخرى إلى ما يصل إلى 50 مليون سنة مضت.
- استمرار النشاط التكتوني في المنطقة
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الصفائح التكتونية لا تزال في حالة تصادم، وتُظهر الدراسات الجيولوجية وجود جزء من القشرة المحيطية، يُعرف باسم صفيحة "نيوتيثيس"، لا يزال يتمزق حاليا تحت إيران والعراق، مما يسبب تراكما غير معتاد للرواسب السطحية.
- لوحة فنية من الألوان الطبيعية
من السمات اللافتة لصخور إيران المطوية تنوع ألوانها الزاهية، التي تتراوح بين اللون الطيني المحمر (التراكوتا)، والدرجات الخضراء والزرقاء. ويعود هذا التنوع اللوني إلى تعدد الطبقات الرسوبية التي تراكمت عبر العصور، ثم تآكلت بفعل الرياح والماء، كاشفةً عن أنماط وتشكيلات مذهلة.
- صور الأقمار الصناعية تكشف التفاصيل المدهشة
كشفت صور الأقمار الصناعية الحديثة – من بينها صور لوكالة ناسا عام 2025 – مدى تعقيد هذه التكوينات الجيولوجية، إحدى الصور تُظهر نهر قزل أوزان وهو يلتف حول الزاوية الجنوبية الشرقية من الصخور، بينما يخترق طريق زنجان-تبريز (الطريق السريع رقم 2) التكوينات الجبلية، موفرا ربطا حيويا بين مدينتي طهران وتبريز.
وفي إحدى الصور المميزة، استخدم علماء مختبر الدفع النفاث التابع لناسا ألوانًا بالأشعة تحت الحمراء لإبراز طبقات الصخور والنباتات وحتى البنى التحتية البشرية في المنطقة.
- أهمية الصخور المطوية بيئيا واقتصاديا
تلعب هذه التكوينات دورا مهما في البيئة المحلية، حيث تساهم في حفظ التربة ومنع الانجرافات، كما أن المياه الجوفية والسطحية في المنطقة تُستخدم في الزراعة، خاصة في المناطق المجاورة لنهر قزل أوزان.
المصدر: livescience
