تقنية مبتكرة لعلاج العقم الذكري الناتج عن فقد النطاف
يشهد العالم تطوراً نوعياً في علاج العقم الذكري، حيث يختبر العلماء حالياً تقنية واعدة لعلاج حالة "فقد النطاف" (Azoospermia)، وهي عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي، هذه التقنية الجديدة قد تشكل أملاً لمئات الآلاف من الرجال الذين يعانون من هذه المشكلة الصحية المعقدة.
كيف تعمل التقنية الجديدة؟
تعتمد هذه الطريقة العلاجية على استخراج الخلايا الجذعية المنتجة للحيوانات المنوية (Spermatogonial Stem Cells - SSC) من أنسجة الخصية، وهي خلايا غير ناضجة تتحول بشكل طبيعي إلى حيوانات منوية ناضجة تحت تأثير هرمون التستوستيرون مع تقدم العمر.
تتم العملية عبر ثلاث مراحل رئيسية:
1. استخلاص الخلايا الجذعية من أنسجة الخصية
2. تجميد الخلايا لحفظها
3. إعادة زرعها في شبكة أنابيب الخصية (rete testis) باستخدام إبرة موجهة بالموجات فوق الصوتية
نتائج مبشرة وتحديات قائمة
أظهرت التجارب الأولية على شاب في العشرينات من عمره (كان قد فقد خلاياه الجذعية بسبب علاج كيماوي لسرطان العظام في طفولته) عدة مؤشرات إيجابية:
- سلامة أنسجة الخصية بعد الزرع
- مستويات هرمونية طبيعية
- عدم ظهور مضاعفات فورية
لكن لم يتم رصد حيوانات منوية في السائل المنوي بعد، وهو ما يعزوه الباحثون إلى قلة عدد الخلايا الجذعية المستخدمة في هذه التجربة الأولية.
بدائل علاجية أخرى
في حال عدم نجاح هذه التقنية، تتوفر خيارات أخرى مثل:
- استخراج الحيوانات المنوية جراحياً (Micro-TESE)
- نظام STAR الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي والروبوتات للعثور على حيوانات منوية في عينات قليلة
مخاوف وإشكاليات
رغم التفاؤل الحذر، تبقى عدة تحديات قائمة:
مخاطر صحية:
- احتمالية نقل طفرات سرطانية
- ردود فعل مناعية غير متوقعة
اعتبارات أخلاقية:
- مسألة موافقة الأطفال على تخزين خلاياهم الجذعية
- الحدود الأخلاقية للتدخلات الجينية
رأي الخبراء
تُعبر الدكتورة لورا جيميل، أخصائية الغدد الصماء التناسلية بجامعة كولومبيا، عن تفاؤل حذر: "لقد نجحنا سابقاً في تجميد أنسجة المبيض وإعادة زرعها للنساء، والآن نعمل على تقديم فرصة مماثلة للذكور. لكن الطريق ما زال طويلاً".
مستقبل العلاج
يؤكد العلماء أن هذه التقنية:
- ليست جاهزة للتطبيق الروتيني بعد
- تحتاج لمزيد من الدراسات لتأكيد سلامتها وفعاليتها
- قد تكون حلاً جذرياً للعقم الناتج عن العلاج الكيماوي أو العيوب الوراثية
ينصح الباحثون المرضى بالتماس المشورة من أطباء متخصصين واتباع أحدث التوصيات الطبية مع الحفاظ على واقعية التوقعات.
المصدر: لايف ساينس
