logo yajnoub    

تحليل البراز يكشف خطر الوفاة خلال 30 يوماً: مؤشر ميكروبيوم جديد يفتح آفاق الطب الدقيق

2025/06/18 - 05:52:44am    باسم عمور    

طور باحثون بقيادة الدكتور ألكسندر دي بورتو من جامعتي شيكاغو وأمستردام مؤشراً حيوياً جديداً يُستخلص من براز المرضى، يمكنه المساهمة في تقدير خطر الوفاة خلال 30 يوماً لدى المرضى المصابين بأمراض حرجة، أُطلق على هذا المؤشر اسم درجة اختلال التوازن الأيضي (Metabolic Dysbiosis Score - MDS)، ويعتمد على قياسات دقيقة لمستقلبات (ميتابوليتات) موجودة في البراز.
ورغم أن النتائج تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتأكيد، فإن الباحثين يرون أن هذا الاكتشاف قد يشكل نقلة نوعية في مجال التشخيص الطبي، وخاصة في وحدات العناية المركزة.
- ميتابوليتات البراز: أدوات تشخيصية جديدة
قال دي بورتو وزميلاه إريك بامر وبهاكتي باتيل من جامعة شيكاغو لموقع ScienceAlert:
"تشير النتائج إلى أن اختلال التوازن الأيضي في البراز، كما يتم قياسه عبر مؤشر MDS، قد يكون علامة حيوية للتعرف على المرضى المعرضين لخطر متزايد للوفاة."
وأضافوا أن هذه النتائج تؤكد على الدور المستقل للمستقلبات المعوية في دعم قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، مما يفتح الباب أمام تطبيقات واسعة في الطب الدقيق (Precision Medicine).
- من بكتيريا الأمعاء إلى العناية المركزة
المرضى المصابون بأمراض حرجة مثل الفشل التنفسي أو الصدمة غالباً ما تظهر لديهم متلازمات خطيرة كالإنتان أو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، لكن هذه المتلازمات تتفاوت في تطورها واستجابتها للعلاج، مما يضع تحدياً كبيراً أمام الأطباء.
واحدة من الطرق التي يقترحها الباحثون لتجاوز هذا التحدي، هي التركيز على سمات بيولوجية قابلة للعلاج بدلاً من محاولة علاج المتلازمة بالكامل، ومن المعروف أن المرضى في حالة حرجة غالباً ما يُعانون من تراجع تنوع الميكروبيوم المعوي وتغير في تركيب المستقلبات.
- تطوير المؤشر الجديد: MDS
استناداً إلى هذه الفرضية، جمع الباحثون عينات براز من 196 مريضاً في وحدات العناية المركزة ممن يعانون من فشل تنفسي أو صدمة، ثم قُسم المرضى إلى مجموعتين: واحدة للتدريب (147 مريضاً) وأخرى للتحقق من النتائج (49 مريضاً).
وباستخدام 13 نوعاً من المستقلبات البرازية المختلفة، طُوّر مؤشر MDS. وأظهرت نتائج المجموعة الأولى دقة تنبؤية عالية:
الدقة: 84%
الحساسية: 89%
النوعية: 71%
أما مجموعة التحقق الأصغر حجماً، فلم تصل نتائجها إلى دلالة إحصائية قوية، ما يشير إلى الحاجة إلى عينات أوسع للتحقق من موثوقية المؤشر.
- اختلال الميكروبيوم ... وليس تنوعه
على نحو مفاجئ، لم يجد الباحثون علاقة مباشرة بين انخفاض تنوع الميكروبيوم المعوي وخطر الوفاة، بدلاً من ذلك، أظهرت النتائج أن اختلال التوازن (Dysbiosis) في الميكروبيوم هو العامل الأكثر ارتباطاً بالوفيات، مما يدل على أهمية توازن الميكروبيوم في صحة المريض.
- إمكانيات علاجية مستقبلية
ورغم أن هذا المؤشر لم يصل بعد إلى مستوى التطبيق السريري، إلا أن الباحثين يرون فيه أداة واعدة، فعلى سبيل المثال، أظهر مختبر دي بورتو أن ميتابوليتات البراز يمكن أن تكشف عن مرضى زراعة الكبد المعرّضين لخطر العدوى بعد العملية.
كما أن الميتابوليتات التي تدخل في حساب MDS – مثل الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة، والأحماض الصفراوية، ومستقلبات التريبتوفان – قد تفتح المجال لعلاجات تستهدف هذه المسارات الحيوية، سواء عبر تعديلات غذائية، أو إعطاء البروبيوتيك، أو التكميل المباشر بهذه المواد.
- الخطوة التالية: تأكيد العلاقة وبدء التدخلات العلاجية
المرحلة القادمة في هذا البحث تتمثل في:
تأكيد صلاحية المؤشر على مجموعات جديدة من المرضى.
تحقيق ما إذا كانت العلاقة بين اختلال الميكروبيوم وزيادة خطر الوفاة علاقة سببية أو عرضية.
الشروع في تجارب سريرية تدخلية تهدف إلى تعديل الميتابوليتات بشكل مباشر لتقييم التأثير العلاجي المحتمل.


المصدر:   ScienceAlert

 

 تحليل البراز يكشف خطر الوفاة خلال 30 يوماً: مؤشر ميكروبيوم جديد يفتح آفاق الطب الدقيق

أخبار ذات صلة

 

تابعونا