logo yajnoub    

حرقة المعدة: الإنذار الصامت للجهاز الهضمي

2025/06/15 - 08:02:26am   

حرقة المعدة (Heartburn) هي شعور حارق أو لاذع في منطقة الصدر أو أعلى البطن، وغالبا ما يحدث بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء مباشرة، تحدث هذه الحالة بسبب ارتجاع حمض المعدة إلى المريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة.
رغم أنها تُوصف غالبا بأنها "عرض بسيط"، إلا أن استمرارها المتكرر قد يشير إلى حالة مرضية أعمق تُعرف باسم الارتجاع المعدي المريئي (GERD).
- الأسباب الشائعة لحرقة المعدة
ضعف عضلة المصرة المريئية السفلى:
وهي العضلة المسؤولة عن إغلاق فتحة المعدة بعد دخول الطعام. إذا أصبحت ضعيفة أو مترهلة، يعود الحمض بسهولة إلى المريء.
تناول أطعمة محفزة:
مثل الأطعمة المقلية، الدهنية، الشوكولاتة، الكافيين، المشروبات الغازية، الطماطم، النعناع، والأطعمة الحارة.
زيادة الوزن أو السمنة:
تؤدي إلى ضغط زائد على البطن والمعدة.
الحمل:
بسبب التغيرات الهرمونية والضغط على البطن.
التدخين:
يقلل من كفاءة العضلة المصرة ويزيد من إنتاج الحمض.
بعض الأدوية:
مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، أدوية الضغط، والمهدئات.
- الأعراض المصاحبة لحرقة المعدة
شعور بالحرقان أو الألم خلف عظمة الصدر
الإحساس بطعم مر أو حمضي في الفم
التجشؤ أو صعود الحمض إلى الحلق
صعوبة أو ألم عند البلع
السعال المزمن أو بحة الصوت
الشعور بوجود "كتلة" في الحلق
تفاقم الأعراض عند الانحناء أو بعد الأكل أو أثناء الليل
- التشخيص الطبي لحرقة المعدة
1. التقييم السريري:
من خلال التاريخ المرضي والفحص الجسدي.
2. منظار المعدة (EGD):
لفحص المريء والمعدة وتحديد وجود التهابات أو قرح.
3. قياس حموضة المريء (pH monitoring):
لتحديد كمية الحمض الراجعة للمريء.
4. اختبار حركة المريء (Manometry):
يقيس وظيفة عضلات المريء والمصرة السفلية.
- مضاعفات حرقة المعدة المزمنة
التهاب المريء (Esophagitis)
تقرحات المريء
تضيق المريء نتيجة التندب
مريء باريت (Barrett’s Esophagus):
وهو تغير خلوي يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء.
فقدان الوزن أو سوء الامتصاص في الحالات المزمنة.
- العلاج الطبي لحرقة المعدة
1. التغييرات النمطية والسلوكية:
تجنب الأطعمة المحفزة
الأكل ببطء وعدم الإفراط
تجنب الاستلقاء بعد الأكل (الانتظار ساعتين على الأقل)
رفع مستوى الرأس أثناء النوم
تقليل الوزن الزائد
ارتداء ملابس فضفاضة حول البطن
2. العلاج الدوائي:
مضادات الحموضة (Antacids):
توفر راحة سريعة ولكن مؤقتة (مثل: مالوكس، جافيسكون)
مثبطات مستقبلات H2:
تقلل إنتاج الحمض (مثل: رانيتيدين، فاموتيدين)
مثبطات مضخة البروتون (PPIs):
الأكثر فاعلية لعلاج الحموضة والالتهابات (مثل: أوميبرازول، إيزوميبرازول)
أدوية تعزيز حركة المعدة (Prokinetics):
مثل دومبيريدون لتحسين تفريغ المعدة
3. العلاج الجراحي:
في حالات الارتجاع الشديد أو فشل العلاج الدوائي، قد يتم اللجوء إلى عملية تثنية القاع (Fundoplication).
- الوقاية من حرقة المعدة
تناول وجبات صغيرة ومتكررة
تجنب الطعام قبل النوم مباشرة
التقليل من المنبهات والمشروبات الغازية
تجنب التدخين والكحول
ممارسة النشاط البدني بانتظام
علاج المشاكل الهضمية الأخرى المصاحبة كالإمساك أو النفخة
- متى يجب مراجعة الطبيب فورا؟
استمرار الحموضة لأكثر من مرتين أسبوعيا
صعوبة أو ألم عند البلع
فقدان وزن غير مبرر
خروج دم مع القيء أو البراز (لون أسود)
أعراض ليلية مزعجة تؤثر على النوم
ألم صدري لا يستجيب لمضادات الحموضة
حرقة المعدة ليست مجرد عرض عابر، بل قد تكون مؤشرا على اضطراب مزمن في الجهاز الهضمي يحتاج إلى تدخل طبي. التقييم الدقيق، الالتزام بالنصائح الوقائية، واختيار العلاج المناسب يمكن أن يمنح المريض تحسنا كبيرا في جودة حياته ويمنع المضاعفات الخطيرة.


المصدر:  Yajnoub

 

حرقة المعدة: الإنذار الصامت للجهاز الهضمي

أخبار ذات صلة

 

تابعونا