logo yajnoub    

العلاج بالأوكسجين عالي الضغط: تقنية طبية تعيد بناء الخلايا وتعالج أمراضا مستعصية

2025/06/18 - 08:19:55am    باسم عمور    


العلاج بالأوكسجين عالي الضغط هو إجراء طبي يتم خلاله استنشاق أوكسجين نقي بنسبة 100% داخل غرفة مضغوطة تفوق ضغط الهواء الجوي العادي بمقدار يتراوح بين 1.5 إلى 3 أضعاف، يهدف هذا العلاج إلى زيادة كمية الأوكسجين المذاب في بلازما الدم، مما يحفّز الجسم على تسريع عمليات الشفاء وتجديد الأنسجة.
- كيف يعمل العلاج بالأوكسجين عالي الضغط داخل الجسم؟
عند تعريض الجسم لمستويات عالية من الأوكسجين تحت ضغط مرتفع:
يزداد تركيز الأوكسجين في الدم والسوائل الجسدية، مما يساعد في إيصال الأوكسجين إلى الأنسجة المتضررة التي تعاني من ضعف التروية.
يُعزز تكوين أوعية دموية جديدة (neovascularization)، مما يسرّع عملية الشفاء، خصوصا في الحالات المزمنة.
ينشّط وظائف الخلايا المناعية، مما يعزز مكافحة العدوى.
يُقلل من الالتهاب، خصوصا في إصابات الدماغ والأعصاب.
يُسهم في إبطال مفعول بعض السموم، مثل أول أكسيد الكربون وغاز السيانيد.
- الحالات الطبية التي يُستخدم فيها العلاج بالأوكسجين عالي الضغط
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام HBOT لعلاج أكثر من 13 حالة طبية، من أبرزها:
1. الغرغرينا الغازية
2. تسمم أول أكسيد الكربون
3. قرحات القدم السكرية والجروح المزمنة
4. العدوى النخرية في الأنسجة الرخوة
5. إصابة الإشعاع المزمن للأنسجة بعد العلاج الإشعاعي (Radiation necrosis)
6. الفقاعات الغازية (Embolism) الناتجة عن الغوص أو العمليات الجراحية
7. الالتهاب العظمي المزمن (Osteomyelitis)
8. تحفيز التئام الجروح بعد الجراحة في مرضى السكري
9. فقدان السمع المفاجئ المرتبط بأسباب وعائية
10. إصابات الدماغ الرضّية (حسب بعض الدراسات السريرية الحديثة)
- HBOT في الأبحاث الطبية الحديثة
أظهرت دراسات حديثة أن العلاج بالأوكسجين عالي الضغط قد يساهم في:
تحسين الأداء المعرفي في المرضى كبار السن.
دعم العلاج في حالات الاكتئاب المقاوم للأدوية.
تحسين تدفق الدم في مرضى السكتات الدماغية.
تسريع استشفاء الرياضيين من الإصابات.
كما أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Aging عام 2020 أن العلاج بالأوكسجين العالي الضغط قد يُبطئ من مؤشرات الشيخوخة على المستوى الخلوي، من خلال تقليل تقصّر التيلوميرات وزيادة عدد الخلايا الجذعية.
- المخاطر والآثار الجانبية المحتملة
رغم فوائد HBOT، إلا أن له بعض الآثار الجانبية، والتي تشمل:
ضغط في الأذن (مثل الشعور عند الصعود بالطائرة)
إجهاد بصري مؤقت
نوبات تشنج نادرة (عند فرط الأوكسجين)
قلة تحمل لدى مرضى الربو أو الرئة
لهذا السبب، يُشترط إشراف طبي متخصص في مراكز علاجية مرخصة لتفادي المضاعفات.
- كيف يتم إجراء العلاج؟
يُجرى العلاج في غرفة خاصة تُعرف باسم "غرفة الضغط العالي"، إما:
غرفة أحادية تتسع لمريض واحد
غرفة متعددة تحتوي على عدة مرضى في وقت واحد
تستغرق الجلسة ما بين 60 إلى 120 دقيقة، ويعتمد عدد الجلسات على نوع الحالة ومدى استجابتها للعلاج، وقد تتراوح بين 5 إلى 40 جلسة.
- من هم المرضى غير المؤهلين للعلاج بـ HBOT؟
يُمنع استخدام هذا العلاج في بعض الحالات الخاصة مثل:
المرضى الذين يعانون من انصمام رئوي نشط
حالات الالتهاب الرئوي الحاد
خراج الأسنان غير المعالج
وجود غرسات أذن صناعية
النساء الحوامل (بحذر ووفقًا لحالة المريضة)
- مستقبل العلاج بالأوكسجين عالي الضغط
يتزايد الاهتمام العالمي بهذا النوع من العلاجات ضمن منظومات الطب التكاملي، حيث يُستخدم بالتوازي مع الجراحة، والعلاج الفيزيائي، والعلاج الدوائي، وبدأت مراكز HBOT تنتشر في مستشفيات أوروبية وأمريكية متخصصة بالأمراض المزمنة والصعبة.
وفي الشرق الأوسط، بدأ بعض المراكز المتخصصة في الإمارات والسعودية ومصر والأردن بتوفير هذه الخدمة، تحت إشراف أطباء مختصين في طب الطوارئ والأوعية الدموية.


المصدر:   Yajnoub

 

  العلاج بالأوكسجين عالي الضغط: تقنية طبية تعيد بناء الخلايا وتعالج أمراضا مستعصية

أخبار ذات صلة

 

تابعونا