logo yajnoub    

تحذير طبي بشأن كبسولات الجِيلاتين الطرية ... إليك التفاصيل

2025/06/13 - 08:03:01am    باسم عمور    

تُعد كبسولات الجِيلاتين الطرية، ذات القوام الناعم وسهولة البلع، شكلاً شائعًا لتناول الأدوية والمكملات، بدءًا من الفيتامينات وحتى أحماض الأوميغا-3. إلا أن هذه القشرة اللينة التي تُغلف المحتوى السائل، تثير اليوم قلقا متزايدا ليس بسبب محتواها، بل بسبب القشرة نفسها.
- ما الذي يجعل قشرة الكبسولة مرنة؟
لجعل الكبسولة ناعمة ومرنة، غالبا ما يستخدم المصنعون مواد تُعرف بالملدّنات (Plasticisers)، وعلى رأسها مركّبات "الفثالات" (Phthalates). هذه المواد الكيميائية تساهم في تعزيز الليونة والمتانة، لكنها ترتبط بعدد من المخاطر الصحية المحتملة، وهو ما أثار جدلاً علميا واسعا مؤخرا.
- الفثالات واضطراب الهرمونات: ما الذي يقوله العلم؟
تصنّف الفثالات كمُعطّلات غدد صماء، أي أنها قد تؤثر على التوازن الهرموني في الجسم، وتشير الدراسات، خاصة تلك التي أُجريت على الحيوانات، إلى أن هذه المواد يمكن أن تُلحق ضررًا بتطور الجهاز التناسلي، وتؤثر على الخصوبة وتوازن الهرمونات.
وفي البشر، تم رصد ارتباطات محتملة بين الفثالات وعيوب خلقية، وحساسيات لدى الأطفال، بل وحتى أمراض القلب، رغم أن الباحثين لا يزالون يسعون لتحديد مستويات الخطر بدقة.
- ليست جميع الفثالات متساوية في الخطورة
تُعد الفثالات عائلة كبيرة من المركّبات الكيميائية، تختلف في خصائصها ومستوى سُميّتها. ليست جميعها مستخدمة في تصنيع كبسولات الجِل، ويعود جزء كبير من التعرّض لها إلى مصادر أخرى كأرضيات الفينيل، وستائر الحمّام، والعطور، ومعطرات الهواء.
ومع ذلك، لا ينبغي تجاهل وجودها في الكبسولات، خاصة لمن يستهلكون مكملات غذائية يوميا.
- فثالات مصرّح بها وأخرى مثيرة للقلق
بعض أنواع الفثالات مصرح باستخدامها في الصناعات الدوائية مثل:
فثالات ثنائي الإيثيل (DEP): الأكثر استخدامًا في الكبسولات، ويُعد منخفض السُمية نسبيًا عند استخدامه بكميات صغيرة.
فثالات أسيتات السليلوز، فثالات أسيتات البولي فينيل، وفثالات هيدروكسي بروبيل ميثيل السليلوز: تُستخدم بشكل شائع لتساعد الأدوية على مقاومة أحماض المعدة، وتُعتبر آمنة عند الاستخدام المنضبط.
في المقابل، تثير بعض الفثالات مثل فثالات ثنائي بيوتيل (DBP) قلقًا أكبر، حيث ارتبطت بمشاكل تناسلية ونمائية، مما أدى إلى فرض قيود صارمة على استخدامها في الأدوية.
- التعرّض المزمن: تهديد خفي للصحة العامة
تشير الأبحاث إلى أن التعرض الطويل الأمد لبعض الفثالات قد يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين، والالتهابات، وأمراض القلب، خاصة لدى الأطفال والنساء الحوامل، كما أن بعض الفثالات الأخرى مثل دي-إيثيل هكسيل فثالات ودي-إيزوديسيل فثالات تُستخدم في الأجهزة الطبية وتخضع أيضا لمراقبة صارمة.
- اللوائح التنظيمية: حاضرة ولكن محدودة
قامت هيئات صحية كهيئة الأدوية الأوروبية (EMA) وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بوضع إرشادات واضحة لاستخدام الفثالات في الأدوية، بما في ذلك حدود الكمية اليومية المسموح بها وآليات المراقبة المستمرة للسلامة.
لكن خارج نطاق الأدوية الموصوفة، تصبح الأمور أكثر ضبابية، إذ أن كثيرًا من المكملات الغذائية تُباع دون وصفة طبية أو إشراف طبي، مما يزيد احتمالية التعرض غير الواعي للفثالات – خاصة عند تداخلها مع مصادر بيئية أخرى.
- كيف تحمي نفسك؟
رغم أن الفثالات المستخدمة في الأدوية تخضع للتنظيم، إلا أن الوعي هو العامل الأساسي للحماية. إذا كنت قلقًا بشأن هذه المركّبات:
اقرأ مكونات الكبسولات بعناية.
استشر الصيدلي بشأن بدائل خالية من الفثالات.
ابحث عن منتجات تحمل عبارة "خالية من الفثالات" (Phthalate-free).
مع تطوّر الأبحاث وتزايد الفهم العلمي، يتوجب على الجهات المنظمة والمصنعين إعادة تقييم مدى ضرورة استخدام هذه المواد ومتى يمكن الاستغناء عنها بأمان.


المصدر:   Sciencealert

 

 تحذير طبي بشأن كبسولات الجِيلاتين الطرية ... إليك التفاصيل

أخبار ذات صلة

 

تابعونا