logo yajnoub    

العلماء يبتكرون جهازا ثوريا لعلاج السكتات الدماغية

2025/06/14 - 06:49:21am    باسم عمور    

أعلن باحثون في جامعة ستانفورد عن تطوير جهاز مبتكر يحمل اسم "الملي سبينر" (Milli-Spinner)، والذي أثبت فعالية مذهلة في إزالة الجلطات الدموية عبر آلية تعتمد على الضغط وقوى القص، دون تمزيق مكونات الجلطة، وهو ما يجعل معدلات النجاح في المحاولة الأولى تتجاوز 90% في أصعب الحالات.
- كل دقيقة تُنقذ حياة: أهمية السرعة في علاج الجلطات
في حالات السكتة الدماغية الإقفارية، حيث تمنع الجلطة وصول الأوكسجين إلى الدماغ، تكون السرعة حاسمة في تقليل الضرر العصبي. ومع ذلك، فإن الأدوات التقليدية تنجح في إزالة الجلطة من المحاولة الأولى في حوالي 50% فقط من الحالات، وتفشل تماما في نحو 15%.
جهاز "الملي سبينر" الجديد يَعِد بتغيير هذه المعادلة جذريًا.
- كيف يعمل "الملي سبينر"؟ تقنية ذكية مستوحاة من علم الروبوتات
يعتمد الجهاز على أنبوب مجوف دوّار مزوّد بزَعانف وفتحات صغيرة، تُولّد قوة شفط محلية عند موقع الجلطة. وبفضل الضغط وقوى القص، يتم ضغط خيوط الفيبرين – وهي البروتينات الليفية التي تشكل قلب الجلطة – وتحويلها إلى كرة مدمجة يسهل استخراجها دون تمزيقها أو نشر أجزاء منها إلى أماكن أخرى يصعب الوصول إليها.
تشرح الدكتورة رينيه زاو، أستاذة الهندسة الميكانيكية والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "بعكس الأدوات الحالية، لا نقوم بتمزيق الجلطة، بل نُقلص حجمها بالكامل لقد نجحنا في تقليصها إلى 5% فقط من حجمها الأصلي!"
- فعالية مدروسة ومدعومة بالدراسات الحيوانية والنماذج التجريبية
أظهرت التجارب المنشورة في مجلة Nature العلمية أن "الملي سبينر" يتفوق بشكل كبير على التقنيات الحالية من حيث السرعة والدقة ومعدلات النجاح، حتى مع الجلطات الليفية الصلبة التي غالبا ما تفشل الأدوات التقليدية في التعامل معها.
وأشار الدكتور جيريمي هايت، رئيس قسم التصوير العصبي في جامعة ستانفورد: "نحن نضاعف فعالية الأدوات الحالية، وفي بعض الحالات الصعبة، نفتح الشرايين بنجاح من المحاولة الأولى بنسبة 90%. إنه تغيير جذري."
- من الروبوتات الطبية إلى علاج الجلطات: قصة اختراع غير متوقعة
بدأت فكرة "الملي سبينر" ضمن مشروع لتطوير روبوتات ميكروسكوبية على شكل الأوريغامي تستطيع السباحة داخل الجسم، لكن المفاجأة جاءت حين لاحظ الباحثون أن الشكل الدوّار يولّد شفطا محليا قادرا على تغيير لون الجلطة وحجمها.
"كان الأمر أشبه بالسحر في البداية"، تقول زاو. "لم نكن ندرك تماما ما الذي يحدث، لكن التأثير كان لافتا."
ومن خلال مئات النماذج المطوّرة، توصل الفريق إلى النسخة المثالية للجهاز، مع خطط لتطوير نسخة مستقلة قادرة على السباحة بحرية داخل الأوعية الدموية.
- تطبيقات أوسع: من الجلطات إلى حصى الكلى
لا تقتصر آفاق "الملي سبينر" على علاج السكتات الدماغية فقط، بل تعمل زاو وفريقها الآن على استخدام قوة الشفط المحلية للجهاز في تفتيت حصى الكلى وإزالتها بفعالية، إلى جانب استكشاف تطبيقات مستقبلية في الطب والهندسة الحيوية.
"الفرص واعدة، ونحن نستكشف الاستخدامات خارج المجال الطبي أيضًا"، تضيف زاو.
- الطريق نحو الاستخدام السريري
أسس الفريق شركة ناشئة لترخيص التقنية من جامعة ستانفورد، ويخططون للبدء بالتجارب السريرية قريبًا. الهدف هو الحصول على الموافقات التنظيمية في أقرب وقت ممكن لإدخال "الملي سبينر" إلى غرف العمليات.
"التميّز الحقيقي في هذا الجهاز يكمن في قدرته على إعادة تشكيل الجلطة بفعالية، وليس مجرد انتزاعها"، تقول زاو.


المصدر:   Stanford University

 

 العلماء يبتكرون جهازا ثوريا لعلاج السكتات الدماغية

أخبار ذات صلة

 

تابعونا