الكشف عن هوية جمجمة "رجل التنين" في دينيسوفي ... اكتشاف يُغيّر فهمنا للتاريخ البشري

أكد العلماء، باستخدام أحدث تقنيات تحليل الحمض النووي والبروتينات، أن جمجمة ضخمة وُجدت في الصين تعود إلى قريب بشري قديم يُعرف باسم "رجل التنين"، هي في الواقع لإنسان دينيسوفي، وهو نوع بشري غامض لطالما حيّر العلماء.
- جمجمة مدفونة منذ 1933 تعود إلى الواجهة
بدأت القصة في مدينة هاربين الصينية عام 1933، عندما عثر عامل على جمجمة بشرية هائلة الحجم ودفنها في بئر لحمايتها. بعد عقود، سلّمت عائلته الجمجمة للعلم عام 2018. وبسبب شكلها غير المعتاد، سُميت سابقًا بـHomo longi، أي "رجل التنين".
- نقاش علمي حاد ينتهي بإثبات قاطع
على مدى سنوات، اختلف العلماء حول تصنيف "رجل التنين". ولكن دراستان حديثتان نُشرتا في 18 يونيو في مجلتي Science وCell، استخدمتا الحمض النووي الميتوكوندري والبروتيوم لتحديد الهوية الحقيقية. النتيجة: الجمجمة تنتمي لإنسان دينيسوفي عاش في آسيا ما بين 217,000 و106,000 سنة مضت.
- أدلة من البروتينات والحمض النووي تقود للحقيقة
رغم فشل محاولات استخراج الجينوم الكامل من الجمجمة، نجح الباحثون في الحصول على الحمض النووي من بقايا الجير على الأسنان، ومعلومات بروتينية من عظم الأذن الداخلية. هذا قاد إلى ربطها مباشرةً بإنسان دينيسوفي عاش في سيبيريا.
- رؤية جديدة للملامح الدينيسوفية
الباحثون أشاروا إلى أن الجمجمة تمثل أول "مخطط مورفولوجي شامل" لإنسان دينيسوفي، إذ اتضح أنهم يملكون دماغًا طويلاً منخفضا، وحاجبين بارزين، وأنفًا عريضا، وعيونا كبيرة، صورة "رجل التنين" تعيد تشكيل فهمنا لشكل هذا الإنسان الغامض.
- الآثار الأوسع: إعادة تقييم لتاريخ آسيا البشري
أكد علماء مثل كريس سترينجر من متحف التاريخ الطبيعي بلندن أن هذا الاكتشاف يُعد الأكثر اكتمالًا لإنسان دينيسوفي حتى الآن، ما يدفع الخبراء إلى إعادة تقييم تطور الإنسان في آسيا، خاصةً خلال حقبة البليستوسين الأوسط التي شهدت تداخلات جينية بين البشر، النياندرتال، والدينيسوفيين.

المصدر:   Live Science