مركب نباتي طبيعي يقلّل من خطر أمراض القلب والسكري
كشفت دراسة حديثة أن مركبا طبيعيا موجودا بوفرة في المكسرات والخضروات والفواكه والحبوب الكاملة يُساهم في تحسين الصحة الأيضية وتقليل مستويات الالتهاب في الجسم.
تُعد أمراض القلب والسكري من النوع الثاني من الأسباب الرئيسية للوفاة والمشكلات الصحية المزمنة في الولايات المتحدة والعالم، والآن تُسلط دراسة جديدة الضوء على الدور الحاسم للنظام الغذائي النباتي في تقليل مخاطر هذه الأمراض، من خلال مركب يُعرف باسم الفيتوستيرول.
ما هو الفيتوستيرول؟
الفيتوستيرول هو مركب نباتي يتشابه في تركيبه الكيميائي مع الكوليسترول، ويوجد طبيعيا في الفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب الكاملة. وقد أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من الفيتوستيرول كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني، كما أظهروا مؤشرات أفضل في التحكم بسكر الدم، وتقليل الالتهاب، وتغيّرات إيجابية في ميكروبيوم الأمعاء.
قال الدكتور فنغلي وانغ، الباحث في كلية هارفارد للصحة العامة:
"تُعزز نتائجنا التوصيات الغذائية باتباع أنماط غذائية نباتية غنية بالخضروات والفواكه والمكسرات والحبوب الكاملة. هذه البيانات يمكن أن تساعد الأفراد على اتخاذ قرارات غذائية مستنيرة".
وقد تم عرض هذه النتائج في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للتغذية (NUTRITION 2025) الذي أُقيم في الفترة ما بين 31 مايو و3 يونيو في أورلاندو، فلوريدا.
الفيتوستيرول ضمن نظام غذائي طبيعي
رغم أن الدراسات السابقة أظهرت فوائد الفيتوستيرول في تقليل الكوليسترول الضار (LDL)، إلا أن معظمها استخدم جرعات مرتفعة من هذا المركب، تفوق ما يمكن الحصول عليه من النظام الغذائي وحده، وتُعد هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي توضح فوائد الفيتوستيرول ضمن النظام الغذائي اليومي.
جمع الباحثون بيانات من ثلاث دراسات كبرى شملت أكثر من 200,000 شخص من العاملين في مجال الصحة في الولايات المتحدة، أغلبهم من النساء، وخلال فترة متابعة امتدت حتى 36 عامًا، أُصيب أكثر من 20,000 مشارك بداء السكري من النوع الثاني، وأُصيب نحو 16,000 بمرض قلبي.
من خلال استبيانات تغذوية، قُدرت كمية الفيتوستيرول التي يتناولها كل مشارك، بما يشمل ثلاثة أنواع فرعية: بيتا-سيتوستيرول، كامبستيرول، وستيغماستيرول. وقد تبين أن الأشخاص ضمن أعلى فئة استهلاك للفيتوستيرول كانوا يتناولون يوميا حوالي 4–5 حصص من الخضروات، و2–3 حصص من الفواكه، وحصتين من الحبوب الكاملة، ونصف حصة من المكسرات.
وبالمقارنة مع من كانوا في الفئة الأدنى من حيث الاستهلاك، كانت احتمالية إصابة المجموعة الأعلى بأمراض القلب أقل بنسبة 9%، واحتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني أقل بنسبة 8%. وقد ارتبطت هذه النتائج تحديدا بمركب بيتا-سيتوستيرول، دون أن تُلاحظ علاقة واضحة مع المركبين الآخرين.
- مؤشرات دم ومركبات أيضية
قام الباحثون بتحليل العينات الدموية لأكثر من 11,000 مشارك، بالإضافة إلى فحص مؤشرات أيضية في عينات أخرى لأكثر من 40,000 شخص، وأظهرت النتائج أن الفيتوستيرول وبيتا-سيتوستيرول ارتبطا بمؤشرات أيضية مفيدة متعلقة بأمراض القلب والسكري.
وأضاف وانغ:
"تشير نتائج المؤشرات الحيوية والتحاليل الاستقلابية إلى احتمال وجود دور للفيتوستيرول في تحسين حساسية الإنسولين وتقليل الالتهابات، مما قد يُفسر آلية تقليل الخطر".
- دور الميكروبيوم المعوي في التأثير الإيجابي
كما قام الباحثون بدراسة ميكروبيوم الأمعاء في عينة فرعية من 465 مشاركا، وتوصلوا إلى وجود أنواع بكتيرية وإنزيمات مرتبطة بتناول كميات أكبر من الفيتوستيرول، ويُعتقد أنها تؤثر على إنتاج مركبات أيضية تقلل خطر الإصابة بالأمراض.
ومن الأنواع التي تم تحديدها بكتيريا Faecalibacterium prausnitzii، وهي تحتوي على إنزيمات قد تساعد على تفكيك الفيتوستيرول بطريقة تُعزز الأيض الصحي.
وأوضح وانغ: "تُشير البيانات إلى أن ميكروبيوم الأمعاء قد يكون له دور في العلاقة الإيجابية التي لاحظناها، حيث تعمل بعض الأنواع البكتيرية على تحلل الفيتوستيرول بطرق تؤثر على التمثيل الغذائي للجسم".
رغم أن الدراسة كانت رصدية ولم تهدف إلى إثبات العلاقة السببية المباشرة، فإن الباحثين أكدوا أن الجمع بين البيانات الوبائية، وتحاليل الدم، وبيانات الميكروبيوم يعزز قوة الأدلة.
المصدر: SciTechDaily.com
