مركبات بكتيرية في الدم تبشّر بثورة في مكافحة تجاعيد البشرة والشيخوخة

اقترب العلم خطوة إضافية نحو تحقيق حلم الإنسان الدائم بالشباب، بفضل دراسة حديثة توصّل فيها باحثون إلى اكتشاف ثلاثة مركبات بكتيرية طبيعية أظهرت نتائج واعدة في الحد من مظاهر الشيخوخة والتجاعيد، هذه المركبات، التي تنتمي إلى عائلة الإندول، تم استخراجها من بكتيريا تعيش في مجرى الدم، وتحديداً من نوع يُدعى Paracoccus sanguinis.
- كيف تعمل هذه المركبات على تجديد شباب الجلد؟
عبر زراعة خلايا جلد بشرية في المختبر، ثم تعريضها لعوامل شيخوخة صناعية، لاحظ العلماء أن المركبات الثلاثة - وخصوصاً المركبين الجديدين المكتشفين لأول مرة - ساهمت في:
- خفض مستويات الالتهاب في الخلايا.
- حماية ألياف الكولاجين من التلف.
- التقليل من المؤشرات المرتبطة بالشيخوخة.
تعمل هذه المركبات على مستويات متعددة، حيث تقلّل من الأكسجين التفاعلي الضار، وتخفض البروتينات الالتهابية المسؤولة عن تسريع التجاعيد، مما يمنح الجلد فرصة أفضل لاستعادة مرونته وحيويته.
- من المختبر إلى السوق: هل باتت العلاجات الثورية قاب قوسين؟
قاد هذه الدراسة الفريق البحثي بقيادة الدكتور تشونغ سوب كيم، وتمكّن عبر استخدام أدوات تحليل متقدّمة من عزل 12 مركبًا مختلفًا من الإندولات، ستة منها لم تكن معروفة من قبل. وتركز الجهود حالياً على تحويل هذه النتائج إلى مستحضرات جلدية عملية يمكن استخدامها بأمان وفعالية، مع آثار جانبية أقل بكثير من المستحضرات الكيميائية الشائعة.
ورغم أن الطريق التجاري لا يزال في بدايته، إلا أن هذه النتائج تسلط الضوء على الإمكانات الهائلة التي قد تخفيها الميكروبات الموجودة داخل أجسامنا، ليس فقط في مجال العناية بالبشرة، بل أيضًا في مكافحة أمراض مرتبطة بالشيخوخة والتلف الخلوي.
- المستقبل واعد ... بفضل علم الميكروبيوم
تبرز هذه الدراسة مجددًا أهمية الميكروبيوم البشري، ذلك العالم الخفي من الكائنات المجهرية التي تعيش معنا وتؤثر على صحتنا وجمالنا. ومع التقدم المستمر في علوم الأحياء الدقيقة، من المحتمل أن نشهد خلال السنوات المقبلة ثورة في مستحضرات العناية بالبشرة المعتمدة على المركّبات البكتيرية الطبيعية، القادرة على تأخير مظاهر التقدّم في السن بطرق أكثر ذكاءً وأمانا.

المصدر:   scitechdaily