كيف توفي رمسيس الثاني؟ وهل خاض أكثر من 100 من أبنائه صراعا على العرش؟
يُعد رمسيس الثاني من أشهر ملوك مصر القديمة خلال عصر الدولة الحديثة، وامتد حكمه لنحو 66 عاما (1279–1213 ق.م)، وهو رقم استثنائي في عصر كان متوسط العمر فيه لا يتجاوز الأربعين.
خاض معارك كبرى، من أبرزها معركة قادش ضد الحيثيين نحو عام 1275 ق.م في ما يُعرف اليوم بسوريا، ورغم ادعائه النصر، يرى المؤرخون المعاصرون أن المعركة انتهت دون غالب أو مغلوب، ليُبرم الطرفان اتفاق سلام بعد ذلك.
- حاكم طويل العمر بأكثر من 100 ولد
تزوج رمسيس الثاني عدة زوجات وتضمنت حريمه أميرات من ممالك أجنبية مثل الحيثيين، ويُقدّر عدد أبنائه وبناته بأكثر من مئة، بحسب المؤرخ توبي ويلكنسون. وقد شيّد عاصمة جديدة تُدعى "بير رعمسو" مليئة بتماثيله الضخمة، والتي عكست عظمته السياسية والدينية.
- نهاية طبيعية لملك أسطوري
في سنواته الأخيرة، عانى رمسيس الثاني من التهابات المفاصل الشديدة وانحناء الظهر، إضافة إلى أمراض في الأسنان تسببت بآلام مزمنة، وفقًا لتحاليل التصوير المقطعي لموميائه التي توجد اليوم في المتحف القومي للحضارة المصرية بالقاهرة. ورغم ذلك، لم يُحدَّد سبب دقيق لوفاته، ويُرجَّح أن وفاته كانت طبيعية عن عمر ناهز التسعين.
- من يرث العرش بعد الملك؟
توفي رمسيس الثاني بعد أن تجاوز الكثير من ورثته المحتملين، وكان ابنه الثالث عشر مرنبتاح هو من خلفه في الحكم دون صراع يُذكر، نظرًا لوفاة إخوة أكبر منه، وكان مرنبتاح نفسه قد تخطى الستين من عمره عند توليه العرش.
لكن بعد وفاته، بدأ الصراع يظهر، خصوصًا في عهد حفيده ستي الثاني، الذي واجه مغتصبًا للعرش يُدعى أمنمسي، ما يعكس تعقيد المشهد السياسي في ظل العدد الكبير لأبناء رمسيس الثاني.
- التهديد الخارجي من شعوب البحر
تزامنت الصراعات الداخلية مع غزوات من شعوب البحر، الذين هاجموا مصر في عهد مرنبتاح ومجددًا في عهد رمسيس الثالث، مما أسهم في تراجع نفوذ الملوك وتدهور هيبة الدولة.
- هل استمر تقديس رمسيس الثاني بعد موته؟
خلال حياته، كان رمسيس الثاني يُعبد كإله حي، لكن بعد موته تضاءلت عبادته تدريجيًا. ومع ذلك، تكشف بعض الأدلة الأثرية عن استمرار طقوس تكريمية له في فترات لاحقة، مثل الكاهن الذي وُجد تابوته في أبيدوس خلال العصر البطلمي، أي بعد وفاته بألف عام.
واستمرت رمزية اسمه حتى إن ملوكا لاحقين اتخذوا اسمه أو لقبه "وسر ماعت رع" تكريمًا له، كما احتُفظ بآثاره كقطع أثرية ثمينة داخل مقابر ملكية لاحقة في مدينة تانيس.
المصدر: Live Science
