logo yajnoub    

لماذا تتخلص الأفاعي من جلودها؟ السر البيولوجي وراء عملية الانسلاخ الغامضة

2025/06/15 - 06:39:53am    باسم عمور    

بينما يتمنى البعض لو تمكنوا من الهروب من جلودهم مجازا، فإن الأفاعي تفعل ذلك حرفيا، على مدار حياتها تمر الأفعى بعدة دورات من الانسلاخ — وهي عملية تُعرف علميا باسم "الانسلاخ الجلدي" (Ecdysis) — حيث تزحف الأفعى خارج جلدها القديم، وتترك وراءها غلافا ورقيا يحمل بصمة قشورها الفريدة.
على عكس البشر الذين يفقدون خلايا الجلد تدريجيا على شكل رقائق دقيقة، تتخلص الأفاعي من الجلد دفعة واحدة، كأنها تنزع قفازا شفافا من جسدها، هذا ما أكده جيسون دالاس، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة ولاية تينيسي الوسطى، المتخصص في التفاعلات بين الفطريات والبكتيريا لدى الزواحف.
- لماذا تتخلص الأفاعي من جلودها؟
تتعدد الأسباب التي تدفع الأفاعي إلى الانسلاخ وأبرزها:
النمو: قشور الأفعى مصنوعة من الكيراتين ولا تتمدد، لذا يصبح التخلص من الجلد ضرورة لفسح المجال للنمو.
البلوغ والتكاثر: غالبا ما تنسلخ الأفاعي قبل وبعد التزاوج، أو وضع البيوض، أو الولادة.
النجاة من الأمراض والطفيليات: الانسلاخ يساعدها على التخلص من الإصابات الجلدية والطفيليات مثل الفطريات.
ويُعتبر الانسلاخ الأول جزءا من الحياة المبكرة للأفعى، إذ يحدث بعد أيام فقط من الفقس أو الولادة، وفقا لما قاله دانيال كين، كبير مربي الزواحف في حديقة حيوان لندن.
- التركيب الطبقي لجلد الأفعى
يتكون جلد الأفعى من طبقتين رئيسيتين:
الأدمة (Dermis): الطبقة الداخلية الناعمة التي تحتوي على الأصباغ المسؤولة عن الألوان والنقوش.
البشرة (Epidermis): الطبقة الخارجية المكونة من الكيراتين، تشكل غلافا واقيا شبه شفاف.
مع بدء عملية الانسلاخ، تبدأ الأفعى في تكوين طبقة كيراتينية جديدة تحت الطبقة القديمة، وتفرز سائلا بين الطبقتين لتسهيل الانفصال، ثم تفرك رأسها بجسم خشن لإحداث شق في الجلد، ومنه تبدأ بالخروج مستخدمة عضلاتها.
وقد تكون الجلدة الجديدة أطول بنسبة 20٪ من الأفعى نفسها، بسبب الليونة المؤقتة للجلد قبل أن يجف.
- الانسلاخ وعلاقته بالصحة والأمراض
لا تقتصر وظيفة الانسلاخ على النمو فقط، بل تُعد آلية دفاعية ضد بعض الأمراض الخطيرة مثل مرض الأفاعي الفطري، الذي قد يصيب الجلد، وأحيانًا الأعضاء الداخلية، وحتى الدماغ.
بحسب دونالد ووكر، أستاذ الأحياء في جامعة ولاية تينيسي، تبدأ الفطريات باستهلاك الكيراتين والدهون في القشور، ما يجعل التخلص من الجلد المصاب وسيلة نجاة.
لكن، تحمل هذه العملية كلفة:
استنزاف للطاقة.
ضعف في البصر أثناء الانسلاخ، بسبب إفرازات تعكر العدسة الكيراتينية الشفافة التي تغطي العين وتُعرف بـ"العدسة الواقية" أو spectacle.
-زيادة خطر الافتراس بسبب بطء الحركة وضعف الرؤية.
وفي بعض الأنواع مثل أفعى الجرس الشرقية (Sistrurus catenatus)، قد تؤدي معدلات الانسلاخ المرتفعة إلى تدهور سكاني حاد بسبب فقدان القدرة على الهروب من المفترسات.
- قيمة علمية للجلد المُنسلخ
رغم أن الأفاعي لا تأكل جلودها بعد التخلص منها، فإن بعض الزواحف الأخرى مثل السحالي تفعل ذلك لاستعادة بعض العناصر الغذائية.
أما العلماء، فيستفيدون من الجلد المنسلخ في:
تحليل البصمات الوراثية.
دراسة التنوع البيولوجي.
تقدير أعداد الأفاعي في البرية.
فبحسب كين، يمكن تحديد نوع الأفعى من خلال نمط القشور وترتيبها على الجلد المنسلخ.
- الأفاعي والانسلاخ: ظاهرة فريدة في عالم الحيوان
تتميز الأفاعي عن باقي الزواحف بقدرتها على انسلاخ جلدها كاملاً كقطعة واحدة، بينما تطلق السحالي غالبا جلودها بشكل مجزأ، لكن بعض الأنواع النادرة مثل سحالي Abronia تفعل الأمر على طريقة الأفاعي، فتترك نسخة شبه كاملة من أجسادها، بما في ذلك الأرجل.


المصدر:   Live Science

 

 لماذا تتخلص الأفاعي من جلودها؟ السر البيولوجي وراء عملية الانسلاخ الغامضة

أخبار ذات صلة

 

تابعونا